المقالات

كورنة أم صدمنة؟

1968 2020-04-06

حمزة مصطفى

 

فايروس كورونا هو أول صدمة حقيقية يتعرض لها القرن الحادي والعشرين . القرن العشرون تعرض الى عدة صدمات كبرى بدأت بالحرب العالمية الأولى (الحرب العظمى) عام 1914 والإنلفوزنا الإسبانية عام 1918 والحرب العالمية الثانية عام 1939 وإنهيار جدار برلين عام  1989 وسقوط الإتحاد السوفيتي عام 1992. بين هذه الصدمات التي أدى بعضها الى مقتل عشرات الملايين من الناس (الإنلفونزا الإسبانية ربما قتلت 50 مليون إنسان والحرب الأولى قتلت أكثر من 20 مليون والثانية ربما زادت على الخمسين مليون) حصلت تحولات. لا أعرف تحولا كبيرا ترتب على الإنفلونزا الإسبانية برغم خسائرها المرعبة الإ ربما على مستوى الأدوية واللقاحات. لكن الحرب الأولى أدت الى تقاسم النفوذ بالعالم بدء من معاهدة سايكس ـ بيكو (1916) وفرساي (1919) وإنشاء عصبة الأمم التي فشلت في تأدية مهماتها بدليل قيام الحرب العالمية الثانية. الحرب الثانية نتج عنها نظام القطبية الثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفيتي وإنشاء الأمم المتحدة وإنتاج القنبلة النووية. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن عشنا نظام القطبية الثنائية هذا حتى حرب النجوم التي شنها رونالد ريغان ضد الإتحاد السوفيتي التي أنهت نظام القطبية وأدت الى ولادة النظام العالمي الجديد.

بعد ولادة هذا النظام ولد معه ثلاثة مفكرين وكتاب وهم كل من فرانسيس فوكياما صاحب كتاب "نهاية التاريخ" وهي النظرية التي لم تصمد كثيرا حين أعلن موت الشيوعية والإشتراكية وإن الإنسان الرأسمالي هو الإنسان الأخير. الثاني هو صموئيل هنتنغتنون  صاحب نظرية "صدام الحضارات" حين عد أن الحروب المقبلة هي حروب ثقافات وحضارات وهي فرضية على أهمية ماورد فيها من أفكار ورؤى مستقبلية عميقة لكنها لم  تعمر هي الأخرى كثيرا بعد أن ثبت أن الحروب التي قامت بعد ظهور تلك النظرية ليست بالضرورة حروب حضارات وثقافات. الكاتب الثالث هو توماس فريدمان الذي نظّر كثيرا للعولمة وعدها هي الملاذ الأخير للإنسانية. وبموجب العولمة فإن العالم أصبح مسطحا. وبموجب العولمة فإن الصراع سيبقى بين أولئك الذين لايؤمنون بالعولمة حيث سخر مثلا من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوصفه على شجرة زيتون بينما العالم صنع السيارة ليكزس وقد الف كتابا بعنوان "السيارة ليكزس وشجرة الزيتون". كما عد أن أيقونة العولمة هي مطاعم مكدونالد.

الآن في ظل تفشي فايروس كورونا ما الذي يمكن أن نقوله للاساتذة فوكايا وهنتنغون وفريدمان وعشرات سواهم من كبار المفكرين والكتاب في العالم ممن نظروا الى العالم من ثقب الأوزون فقط. تكفل كورونا برتق الأوزون بعد أن فشلت كل مؤتمرات المناخ التي تعقدها دوريا الدول الكبرى. كورونا أجبر المعامل والمصانع والطائرات على التوقف فتنفست الأرض لكن حبس البشر أنفاسهم.

لكن السؤال الذي قد تتأخر الإجابة عنه هو.. هل العالم غادر العولمة الى "الكورنة" أم لايزال في حالة صدمة أو إذا تعاملنا مع المفردة مفاهيميا "صدمنة"؟ أشك أن بوسع أحد الإجابة الآن على هذا السؤال. كورونا تفشى بسرعة مذهلة ولايزال يشكل خطرا كبيرا على البشرية وعلاجه حتى اللحظة هو العزلة أو التباعد الإجتماعي؟ ماذا بعد نهاية العزلة؟ سؤال آخر يبقى باحثا عن إجابة. فالعالم يواجه أول تحد غير محسوب بحيث يتساوى من حيث الهلع بوتين مع أبوالغاز, وترمب مع بائع الفرارات , والملكة اليزابيث  مع .. حسنية العورة.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك