المقالات

إشتعال جبهات الحرب العالمية على كورونا والعراق في مؤخرة الصفوف

1352 2020-03-22

هادي جلو مرعي

 

كالعادة لايبدو ممكنا النظر الى العرب بوصفهم في مقدمة الركب، ولابوصفهم القادة والفاعلين في الحرب العالمية التي تشتد ضراوة، وعلى مايزيد على الماية وخمسة وثمانين جبهة مفتوحة هي البلدان التي إقتحمتها الجيوش الخفية لإمبراطورية كورونا المعتدية.

فالصينيون جندوا النساء والرجال، وأوقفوا المصانع، وسخروا الموارد، وحجروا الصغار والعاجزين في منازلهم، وخرجوا بقياداتهم المدنية والعسكرية، ووفروا كل مستلزمات الحرب الطبية ليردوا هجمات الفيروسات الباغية، وأعلنت القيادة الصينية بعد مايزيد على الستة أسابيع من القتال الشرس: إن ضحاياهم لم يعودوا يتساقطون في الشوارع، وإن الفيروسات إما هزمت، أو إختفت.

في إيران وكوريا ودول الخليج وأوربا وافريقيا والأمريكيتين تتفاوت نسب الإصابات والوفيات بحسب الإجراءات، لكن الفيروس الذي دخل خلسة عبر حصان طروادة الى بيرغامو الغنية في الشمال الإيطالي إستطاع أن يسقط حصون الرومان، ويحولهم الى جنود منهزمين يطلبون الرحمة، وتحول جنود الإمبراطورية الى (حانوتيين) يبحثون عن التوابيت لحشر الجثث فيها، أو لنقلها في شاحنات، وحرقها، ولمنع الناس من التحرك، بينما يعلن رئيس الوزراء جوسيبي كونتي إن الحلول محدودة، ولكن لابد من المقاومة، في حين يشرع الرئيس الفرنسي ماكرون بقيادة حرب صحية مفتوحة، ويستعين بالجيش، بينما إستدعت انجيلا ميركل الجنود الإحتياط، وصارت بريطانيا تعيش لحظة الهلع وكأنها مستعمرة في الشرق إقتحمها جنود الملكة الشجعان، رافعين شعار الأسود الثلاثة، وهو الحال الذي ينسحب على الإسبان والأوربيين في شرق القارة وغربها.

الرئيس ترامب المهدد بالحجر الصحي حرص على عقد المؤتمرات الصحفية كل صباح في باحة البيت الأبيض مع مسافة تفصله عن الصحفيين، معبرا عن عظمة أمريكا، وخطر الفيروس الصيني، لكن وزير الصحة الذي يقف الى جانبه، وهو القصير المكير لايجرؤ على تكذيب الرئيس الذي بوده إخراج قارورة من جيبه ليقول: إنه إستطاع الوصول الى العلاج الناجع فيقول: أنا لاأخالف الرئيس لكنه يتحدث عن الأمل، وأنا أتحدث عن الدليل في الوقت الذي وصلت فيه الإصابات على الساحل الشرقي في نيويورك الى أعداد مقلقة، بينما يتم الحجر على 40 مليون مواطن في الساحل الغربي في كاليفورنيا ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.

نجح العراقيون في إقتحام نقاط التفتيش، ونجحوا في إهانة بعض رجال الشرطة، وتحدوا الحظر وكورونا بالهوسات والأهازيج الفارغة، وكأنهم يتجاهلون إنهيار أمم، وإمبراطوريات في العالم أمام الوباء. قد يفيق العراقيون على المصيبة لاحقا، أو إنهم تعودوا المصائب فلم يعودوا مبالين بشي

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك