المقالات

الواح طينية؛ أسئلة لوالد من ولد..!

1561 2020-03-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

في الأخبار أن إدارة العتبة الحسينية المقدسة، قررت رفع دعوى قضائية بشأن استهداف مطار كربلاء بغارات جوية أمريكية..

 الغارة الأمريكية التي أستهدفت مطار كربلاء، وهو تحت الإنشاء، جاءت في سياق سلسلة غارات شنها الطيران الأمريكين ضد قطعات للجيش والشرطة والحشد الشعبي، وتسبب قصف مطار كربلاء بإستشهاد موظف مدني، وتدمير واسع النطاق لإجزاء مهمة من المطار؛ الذي تقوم بإنشاءه شركة مقاولات إنشائية فرنسية.

قائد عسكري أمريكي  أعلن أن سبب إستهداف للمطار، يعود الى أن فصائل المقاومة العراقية، تستخدم جزءا منه كمخزن للصواريخ، وهو ما تم نفيه من جميع المصادر العراقية، وبضمنها العتبة الحسينية المقدسة، فضلا عن أن ذلك أمر غير معقول على الإطلاق، نظرا لحساسية العتبات المقدسة بشأن إستخدام منشآتها؛ لإغراض هي ليست الأغراض "الشرعية"، التي يسمح بها الشرع الديني وقواعد إدارة الأوقاف الصارمة.

حسنا فعلت وتفعل إدارة العتبة باللجوء الى القانون لمقاضاة الأمريكان على فعلتهم الجبانة تلك، وهو تصرف حضاري ممتاز، بيد أن الأمر برمته يفتح بوابة الأسئلة التي لا يجب أن تبقى في الصدور، لأن من شأن ذلك أن يربك التفكير؛ ويعمي البصيرة والبصائر..!

لن نتخطى حقنا الشرعي كمسلمين عراقيين؛ مندكين بالمرجعية الدينية ومقامها العالي، أن نطرح سؤالا مؤداه؛ لماذا اقتصرت الدعوى على استهداف المطار، دون تناول باقي جوانب العدوان، الذي طال قطعات عسكرية حكومية رسمية، في نفس الليلة وبنفس الطائرات ؟!

في هذا الصدد؛ ربما نسمع ردا من هنا أو من هناك؛ يقول فيه قائله، بأن القطعات العسكرية إذا ارادت تدويل الموضوع؛ فيتعين أن يتم ذلك، من خلال وزرة الخارجية العراقية، ومن خلال القائد العام للقوات المسلحة، وباقي الجهات ذات الصلة ....

هنا نتسائل مع إعتذارنا على جرأة السؤال، وهو هل ان المطار فقط للعتبة الحسينية المقدسة؛ أم لسائر العراقيين و لسلطة الطيران المدني، ومرجعيتها الأعلى وزارة النقل؟!

مع التسليم بقاعدة؛ أنه لم يكن البنيان يوماً أغلى من الإنسان، نتسائل أما كان بالإمكان إتخاذ موقف عراقي وطني موحد، من اجل صيانة حرمة دماء ابناء قواتنا الأمنية؟!

ثمة ملاحظة أخرى لطالما سمعناها؛ في خطب الأجلاء ممثلي المرجعية الدينية العليا؛ من منبر جمعة كربلاء المقدسة، وهي إن العراق مهما امتلك من خيرات، فأن استثماره الحقيقي برجاله، لكن رجاله شريحة المدافعين عن سيادة هذا البلد؛ الذين لبوا فتوى الجهاد الكفائي،  يتعرضون الى تصفية بين الحين والآخر، وهو أمر ينذر بخطر حقيقي، يجب الوقوف وقفة جادة من أجله، دون انتظار خروقات أخرى؛ تضاف إلى سجل الخروقات السابقة.

أزعم أني من هؤلاء الرجال الملبين، ولأن مقام العتبة يسمو الى مقام الابوة، وذلك يمنحني جرأة التمني على سادتي ومشايخي في إدارة العتبة، ان يستنكروا في بيانهم؛ قصف أمريكا لمناطق عديدة في العراق، ولَيس إستنكار قصف المطار فقط، كما جاء ذلك في بيانهم آنف الذكر، أتمنى ذلك.

ثمة أسئلة أخرى أكثر أهمية، منها؛ هل أن إستهداف مطار كربلاء المقدسة غير المكتمل؛ يمثل عمل عدائي عميق الأبعاد، مرتبط  بالهلع الذي أصاب الأمريكان، وهم ينظرون الملايين تقصد الحسين عليه السلام، ليتعلموا هناك فنون الثورة، ويرضعوا من ثدي كربلاء الطاهر الحرية على أصولها؟!

هل أن ضرب مطار كربلاء إنذار للمرجعية المباركة؟ هل هو تهيئة الأجواء لضرب المدينتين المقدستين؟ هل هي رسالة تحد ٍللإمام علي بن أبي طالب وإبنه الحسين الشهيد عليهما السلام؟! باختصار..هل ـن الشيعة وحدهم هم المستهدفون من قبل الأمريكان؟

كلام قبل السلام: عندما كنا صغار كنا نسأل دائما آبائنا، لِمَ تزوجتمم أمهاتنا وأنجبتمونا؟!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك