المقالات

العراق...تعزيزالاحتلال وانتهاك قبل وصول "باتريوت"


عبد الخالق الفلاح

 

لاشك أن وجود القوات الامريكية في العراق ستبقى احتلالا وانتهاكا لسيادة البلاد وهي تعمل بكل قبح على إقناع الحكومة العراقية بضرورة منح الموافقة على نشر منظومات دفاع جوي من طراز "باتريوت" على أراضي البلاد لتعزيز القدرات الدفاعية لها بكل صلافة.

 ولا يخفى على احد ان العملية المخزية الاخيرة لهذه القوات ، بضرب مقرات القوات الامنية المسلحة للدولة من جيش وشرطة وحشد شعبي والبنية التحتية كمطار كربلاء الدولي الذي هو تحت الانشاء واستشهاد عدد من رجالهم الابطال اثناء الواجب الدفاعي تظهر بعيداً عن كل القيم سلوكاً همجياً متناقضاً للواقع.

 وما حدث هو اعتداءات يُخالِف ما تمّ الاتفاق عليه من مهامّ هذه القوات المحسوبة ضمن التحالف الدوليّ الذي ينحصر بمُحاربة تنظيم داعش الإرهابيّ وتدريب القوات الأمنيّة العراقيّة، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وإشرافها وهي محاولة بائسة لإضعاف قدرات المؤسسة العسكرية الوطنية التي طالما تصدت وأوقفت المشاريع الشريرة ضد العراق يرفض اي انتهاك لسيادته والاعتداء على اراضيه و الحكومة مستمرة بمحاولاتها الجاهدة لمنع التصعيد واحترام الجميع لسيادة العراق وعدم التجاوز عليها وعدم تعريض ابنائه للخطر وأختراق واستخفاف بارادة الشعب وباستقلال البلد.

 وهذه الاعتداءات تمثل انتهاكا واضحا للسيادة العراقية و تعدٍ سافر على الارادة الوطنية ولايمكن القبول بهكذا تصرفات همجية عدوانية وعملاً مُداناً يتسبّب في تصعيد التوتر في الوقت الذي ينبغي أن تتعاون الإدارة الأمريكية مع العراق في خفض التوتر الأمنيّ، وحلحلة الأزمات التي يعاني منها البلد ، والعمل على  حمايته من اي تجاوز خارجي ولا يوافقها العراق في الكثير من سياساتها في المنطقة ولا يكون هو المعتدي.

 وعلى الحكومة العراقية والقوى الوطنية ان تقوم بواجبها في الدفاع عن سيادة وسلامة شعبه من اي اعتداء خارجي ، " لقد أدت تدخلات الولايات المتحدة إلى جعل الشرق الأوسط أكثر فوضوية وتعقيدا بعد ان فشلوا في تنفيذ مشروعهم الكبير في المنطقة و مع حروب متكررة ونزوح الالاف من  النازحين و اللاجئين، وظهور تنظيم داعش الإرهابي " والدعوة الى خروج القوات الأمريكية من العراق للخلاص من شرها اذا ما ارادت الغطرسة والدكتاتورية ونهب الثروات.

  والوجود الامريكي  لايمكن أن يكون مستقراً وليس له شكلا قانوني  بعد قرار مجلس النواب الذي يقضي بإلزام القوات الأمريكية بمغادرة العراق ، ومسألة عدم قدرة القوات العراقية على مواجهة داعش كذبة و وسيلة لإقناع الجانب العراقي بمنح تلك القوات الشرعية اللازمة".

 واذا اصرت على البقاء سوف يكون للعراقيين قولا اخراً وهم يعرفون العراقيين منذ سقوط النظام الدكتاتوري في عام 2003  والاحتلال كيف كان للمقاومة دور في طردهم واخراجهم خاسئين وخاصة والان بعد ان أخذت طائراتها تجوب أجواء بغداد، دون إذن من الحكومة، وبدأت باستقدام المزيد من الجنود لحماية القواعد،  والسفارة الأمريكية كما تدعي ، وبدخول مناطق الحظر الجوي، وتزويد قواتها بالترددات والإشارات الجوية.

 فخروج هذه القوات ستكون من مصلحة العراق الذي سوف يدافع عن ارضه والوقوف بوجه اي تجاوز عليه والولايات المتحدة التي خسرت كل شيئ  بعد التطورات الأخيرة ووجودها  عامل تهديد للساحة واخلال للموازنات في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات ومواجهات.

 وعليها ان تفكر بالرحيل قبل فوات الاوان لا ان تعتدي وتنتهك وتقتل أبناء الشعب دون أي رقيب و عدم تغليب لغة العقل على تصرفاتها والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية وقرارات حكومتها ومساعدتها على احتواء وتجاوز الازمات الخطيرة التي تهددها والمنطقة والعالم و السعي لإبقاء العلاقات ودية بين البلدين ، ومنعها من ان تجعل  العراق ساحة للصراع أو الحرب مع بلدان الجوار التي لنا معهم علاقات تاريخية ومشتركات كثيرة تربطنا بهم0

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك