المقالات

ألواح طينية؛ قال لي معلمي:سؤال سيادي؟!

2099 2020-03-12

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

   يعترينا قلق شديد؛ من المآل الذي انتهى إليه مفهوم السياسة والعمل السياسي، ويصيبنا بالهلع العبث الذي تشهده الممارسة السياسية، لمعظم لأحزاب والقوى السياسية؛ خصوصا تلك التي يطلق عليها الكبرى، وهو مآل مؤسف؛ يقترب من درك الحضيض سريعا؛ يتمثل بعدم إدراكهم لخطورة الممارسات الخاطئة، لاسيما تلك الممارسات؛ التي تلعب في المساحات التي يحرم اللعب فيها؛ لأنها غير مخصصة للألعابهم البهلونانية!

  السياسة ليست بذل الجهد ؛للوصول الى منصب وزير أو نايب برلماني..ملاحظة عرضية أولى الى الأخ المصحح اللغوي، لم أخطيء حينما قلت (نايب) ولم أقل "نائب"..! فأنا أقصد معنى "نايب" الحرفي اللغوي..

الناب من السِنِّ، والجمع أنياب؛ ونُيوبٌ أيضاً على غير قياس، ناب [مفرد]: أنياب وأنيب ونيوب: سن بجانب الرباعية، وللإنسان نابان في كل فك، وهو محدد بين القواطع والأضراس ؛(وهو مذكر وقيل مؤنث) ناب إنسان- أنياب أسد  ناب متسوسة- إذا رأيت نيوب الليث بارزة . . فلا تظنن أن الليث يبتسم، وعضه الدهر بنابه، أي عضته أنياب الدهر: أصابه بشره - كشر عن أنيابه: أبدى استياءه، هدد، استعد للقتال - نابه أزرق: أي خبيث، شرير - وقع بين نابي أسد: أحاط به الخطر من الجانبين، كان بين خطرين. والناب سن مطول وحاد؛ ممتد خارج الفم؛ عند حيوانات معينة كالفيل...إنتهت المشاكسة ، عقوا الملاحظة العرضية، ونستأنف النص:

 السياسة هي أن بشتغل المنخرطين بالحقل السياسي لمصلحة البلاد، ومن المستغرب جدا أن يأتي مسؤول سياسي؛ يتموقع في المواقع المتقدمة من العملية السياسية، ويستعدي الآخرين على بلده؛ كما يفعل "النايب"  الذي "لا يدري" دائما!

إن هذا المسلك لعب في المساحة المحرمة، والإتصال الخارجي يفترض أن يكون؛ مساحة لعرض تجربتنا الواعدة في الديمقراطية، ونقل دروس في فن الاختلاف، إلى الذين لم يتقبلوا الاختلاف بعد، وليست مساحة يناور فيها هذا الطرف السياسي أو ذاك، من أجل مصالح محدودة، ومشكلات تخص البيت العراقي، يمكن معالجتها فيما بيننا، أذا توفرت النيات المخلصة.

يبدو أن بعضكم يحتاج الى إيضاح أكثر، والإيضاح يأتي على شكل سؤال سيادي! وهو هل أن مسؤولية علاقات العراق الخارجية؛ مناطة بالأحزاب ومتزعميها؛ أم بأجهزة الدولة المتخصصة؟!..

ملاحظة عرضية ثانية؛ أقول "متزعميها" أي الذين أنتزعوا الزعامة إنتزاعا؛ سواء بالمال أو بالوراثة أو بالـ"عفرتة"..

تَزَعَّمَ: (فعل) تزعَّمَ تزعُّمًا  فهو مُتزعِّم، والمفعول مُتزعَّم..تَزَعَّمَ أَحْدَاثاً لَمْ تَقَعْ : أَتَى بِالأَكَاذِيبِ،،تَزَعَّمَ فَرِيقاً: صَارَ لَهُ زَعِيماً، رَئِيساً..تزعَّم فلانٌ الأمرَ: ادَّعى معرفته!

وتأتي الإجابة المنطقية وهي: أن محاولات طرح مشكلاتنا على طاولات ضيوفنا؛ لهي بالحقيقة سبة للديمقراطية الحزبية؛ ومصادرة لدور الدولة وتوهين سيادتها!

هي ليست سبة للديمقراطية فحسب، بل ووفقا لفهم روح القانون والدستور، فإن تواصل الساسة مع ممثلي دول أخرى، وعلى مختلف المستويات، خصوصا من هم بمستوى وزراء خارجية وسفراء، أو مسؤولين أمنيين من تلك الدول، من دون أذن مسبق؛ من دولة العراق وأجهزته المختصة ولأي غرض كان، حتى وإن تم تغليفه بالنوايا الطيبة، أو  يعد تخابرا مع جهات أجنبية، ودخول في منطقة التجسس المحرمة!

كلام قبل السلام: مثلما يقول ابو علي الشيباني قال لي معلمي: لا تنسى أن المستقبل سُلَم؛ لا يمكننا تسلقه بمتزعمين ذوي أنياب..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك