المقالات

رضا علوان أكثر من مقهى

1550 2020-03-08

هادي جلو مرعي

 

أجرت الصحفية سعاد الجوهر حوارا مع الصديق علاء رضا علوان مالك مقهى رضا علوان في الكرادة ببغداد، وهو من المقاه الشهيرة في العاصمة حيث يستقطب المثقفين والكتاب والصحفيين والناشطين في مجالات العمل الإنساني، ومنظمات المجتمع المدني، وهناك قاعة مخصصة لعقد ورش العمل، والندوات والمعارض والبازارات الطوعية، وكنت في سنوات مضت أمر من المكان، وكان معروفا كما أشار الصديق علاء لدى أهل الكرادة، وكان محلا للبضائع الغذائية، وقد تطور الى فكرة مختلفة تلتقي، وأحلام المثقفين بالفعل، لكنني أود الحديث عن تطور المقاهي العراقية التي شهدت تحولات مرتبطة بالتحولات الكبرى على مستوى الإقتصاد والأمن والسياسة، والعادات والتقاليد والثقافة، وحركة التنوير الفكري والثقافي.

في التسعينيات لم نكن نتحول عن مقاه في شارع الرشيد، وفي الكسرة، وفي الباب المعظم، وهي قريبة من أسواق الكتب والأسواق العامة والكليات التي تجتمع فيها الثقافات، وتتنوع العادات والأفكار، وهناك يلتقي صحفيون ومثقفون وتجار كتب وشعراء، ويتباحثون في شؤون مختلفة، ومن أشهر المقاه التي عرفت مقهى الجماهير في باب المعظم، وقد كان يحفل بالمرتادين، لكني وجدته من مدة مهجورا كما هو الشارع الذي يقع فيه، وكان مقاه تونس، وأم كلثوم، وحسن عجمي جزءا من حالة الثقافة العراقية التي تصدعت وتردت وتراجعت بعد عام 2003 وأصبحت رهنا لواقع السياسة والأمن والمزاج العام، مع نكوص المثقفين عن حالة الحماس التي تطبع حراكهم اليومي ضمن واقع المجتمع المتغير، ولكن اللافت إن السنوات الأخيرة شهدت بوادر نهضة شبابية، ولاأقول ثقافية، أو علمية، فمازال الطريق طويلا أمام هكذا تحول، وهذه النهضة تفرض تحولا فكريا، وتغيرا في النمط السائد، وظهرت أماكن، ومقاه جديدة أخذت رضا علوان مكان الريادة والتقدم في سلم الإهتمام بها، أولنظر إليها، فلم يعد ممكنا أن يغادر المثقفون الكرادة الى غيرها قبل أن يوثقوا علاقتهم بمقهى رضا علوان.

هناك فئات إجتماعية متنوعة تحضر الى مقهى رضا علوان، وهي تتناول شؤون المجتمع، وهموم الثقافة العراقية، ولابأس في العروج على السياسة وتقلباتها وتأثيراتها في الحياة، وإمكانية أن يكون للمثقف دور في التحول، وهو مالايمكن التأكد من إمكانية تحققه لأسباب مرتبطة بحداثة التجربة بعد التغيير، وللإضطراب السائد في الحالة العراقية على مستويات عدة. مايدعو الى التأني في الحكم، وحتى في التفاؤل بإمكانية تحقيق تحول كبير ولافت على الأقل في الفترة الحالية، وهذا لايمنع من القول: إن رضا علوان، وبعض المنتديات هي جزء من حالة التحول، ومن الممكن أن تكون شريكة في تحقيق طفرة ثقافية في البلاد بوجود جيل جديد شاب وطامح ومتفجر بعطاء ليس له حدود، ويصعب الوقوف بوجهه، بل لابد من فتح الطرق أمامه لأنه قادم وبقوة، وذاهب الى المستقبل رغما عن المعترضين.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك