المقالات

ألواح طينية؛ مشهد ما بعد علاوي..!

1712 2020-03-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

فشل السيد محمد توفيق علاوي في أن يصبح رئيسا للوزراء، نقول فشل وليس أعتذر، فهو لم يستطع حتى في أن يقنع عددا كافيا من النواب؛ على دخول قاعة المجلس، وكان معظم الممتنعين عن دخول القاعة من النواب الشيعة، مع العرض أن عديد النواب الشيعة في البرلمان؛ يربو على مائتي نائب، لكن من حظر منهم لم يتجاوز عديده التسعين نائبا، بمعنى أن الرجل لم يستطع إقناع أكثر من نصف "قومه" بالحضور، فكيف يا ترى يستطيع إقناعهم بالتصويت له؟!

أما "شركاء" الوطن و "أنفسنا"، فلم يكونوا حاضرين أصلا!..وعلى كل حال فإن الرجل لم يخسر شيئا لأنه لم يعط شيئا قط، نعم هو خسر بضعة أيام قضاها في بغداد؛ قادما من لندن التي يعيش فيها منذ سبعينيات القرن الماضي، وسيعود الى هناك عاجلا، وربما يكون قد عاد فعلا، مستصحبا ولديه اللذين كانا يديران عملية التفاوض!

على كل حال فإنه في اللحظة التي يقرأ أحدكم هذا النص، يكون الموضوع قد تناوله قبلي عشرات الكتاب، وسيشبع الفضاء الإعلامي بالأخبار والتقارير، والمقالات والأعمدة، والافتتاحيات والمانشيتات الرئيسية.

ثم ما يلبثون بعد سويعات، ينقبون في سيرة المرشحين المحتملين، لرئاسة الوزراء بدلا عن السيد علاوي،  كما سيتداولون أسماء الوزراء المتوقعين، وسيجعلهم بعض الكتاب أنصاف ألهة، وسيحط من قدرهم كتاب أخرين، وسيبحثون في تاريخهم وصولا الى طفولتهم، عندما نجح احدهم في الصف الأول الأبتدائي؛ لأنه كان إبن المعلمة!

سيتحدثون عن أننا نجحنا في إمتحان الديمقراطية، وأن المهم هو أن تحيا العملية السياسية، وسيجعلونه هدفنا الأكبر، وستدبج في هذا الصدد مقالات ومقالات، ويطب المظلومين والمحتجين وعمال المسطر العاطلين "طوب فوق طوب"..

في الأيام والأسابيع التالية؛ ستشتعل الصحف والمواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الأجتماعي بكشف المستور!

المستور الذي كان تحت رماد الخلافات السياسية، وسنكتشف أن العملية السياسية ليست إلا عملية تجارية، بكل عناصرها من باعة ومشترين، وسلع وأثمان وتسلم وتسليم، وأننا "نايمين ورجلينا بالشمس"، لأن وزارات قد أنيطت، لأناس لم يحلموا يوما، أن يكونوا موظفين درجة عاشرة، وسنكتشف أن بعض الوزارات بيعت بأثمان عالية، وبملايين كثيرة من العملة الصعبة.

سيجري حديث عن تخوين هذا الطرف أو ذاك، لأنه تنازل عن إستحقاقات الشيعة! وسيجري مثله عن تخوين ساسة السنة، لأنهم تنازلوا عن إستحقاقات أهلهم! وسيقولون أن القوى الكوردستانية حافظت على حقوق الكورد! وسوف لا يرضى التركمان عن أي شيء أبدا، كما هو دأبهم دائما.. وستبدو الصورة أن جميع الساسة خونة وعملاء للأجنبي، وأن جميع المكونات خاسرة!

في قضية المستور أيضا، سنسمع مطالبات برتق الفتق، من خلال تعويض الخسائر بجبر الخواطر، بمناصب وكلاء الوزارات، ورؤساء الهيئات المستقلة، والمدراء العامين، والقادة العسكريين، وصولا الى السعاة وسائقي السيارات والچايچية!

في نهاية اللعبة؛ سيصبح الجدد أنبياء، والسابقون شياطين، وسنشرع بشتمهم، وسنلعنهم الى سابع ظهر، وسنكتب أن علينا ملاحقتهم، على ما اقترفوه بحق الوطن، وأن نمنعهم من السفر، ونلقيهم في غياهب السجون، لكن لا أحد سيفعل ذلك، لأنهم وقتها سيكونون منشغلين بالحصاد!

كلام قبل السلام: بعد ذلك سنجلد ذواتنا، وسنشرع وإياهم؛ برجم الماضي القريب بالأحذية، ومن سيتزوج أمنا بعد وفاة أبينا سنناديه يا عم!

سلام..

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك