المقالات

بين الرضوخ والرفض المطلق  ...وقع الاعتدال ضحية ...


عبد الحسين الظالمي

 

العراق بلد متعدد الاعراق والقوميات  ويختلف عن بقية البلدان  في توزيع هذا الاختلاف اذ يضاف الى التلون العرقي وقومي والمذهبي انه موزع جفرافيا وبذلك يعطي قوه لهذا  الاختلاف ان يكون اكثر تجذرا  مما جعل  النظام  الديمقراطي  في العراق بعد ٢٠٠٣   ان يعطي مساحة واسعة   لمراعاة حقوق هذه  القوميات ولاقليات  بالشكل الذي   يظمن حقوقها اولا ويجعلها اكثر اطمئنان  للعيش في هذا البلد  ، ويحافظ على وحدة البلد مما اضطر المشرع الى نهج منهج  سياسة التوافق التي تعد من اصعب السياسات  في التطبيق على الارض

لان اساس نجاحها يعتمد على تجسيد الثقه بين هذه المكونات من اجل وحدة العراق ارضا وشعبا  ، نعم قد يكون تعسف من قبل البعض لاستخدام هذا الحق  عندما تسنح له الفرصة  وبهذا يحتاج الحاكم ان يكون حكيما وان يمسك العصى من الوسط  ليستطيع ان يحرك طرفيها حيث يرى مصلحة البلد العليا .

 فلا التشدد و سياسة لي الذراع تخدم  ولا سياسة  الرضوخ صحيحة لان النتائج في كل الحالتين لا تخدم المصلحة العامه .

التمني والتنظير والتطبيل  لايمكن في يوم من الايام ان يكون هو المحرك والدافع  لرسم سياسة بلد مثل العراق ، ذهبنا في نسف التوافق فكسرنا في هجمه كارثية تسببت في دمار العراق( رفض سني ثم تطور الى داعش )   وذهبنا بالاتجاة المعاكس  وفق سياسة الرضوخ وتوسيع القلب فستغل الطرف الاخر ذلك اسوء استغلال وبدل ان يتحول الى شريك متفهم تحول  الى مستغل الى اقصى درجات الاستغلال لتحقيق مكاسب  على حساب الاطراف الاخرى  ( سياسة الدكتور عادل عبد المهدي مع الاكراد  ومع  ووجود ضغط المظاهرات الشعبية في الوسط والجنوب ).

سياسة رفض الكل  وعدم التميز   والذهاب خلف الشعارات التي لم تراعي الواقع  تكون نتيجتها  الفشل  وهذا ماحدث مع توفيق علاوي بالضبط

الانتقال من الرضوخ للاكراد الى سياسة الاقصاء

سياسة غير سليمة ابدا   ، كان على الدكتور محمد توفيق ان يتحرك  بخطوات متتابعه تبدء

من اول محطة وهي محطة اصحاب الموقع ( المكون  الشيعي ) ويحسم الامور معهم بشكل  واقعي  وعملي بعيدا عن  سياسة الاقصاء  وعدم  تفكيك البيت الشيعي بالمراهنة على الفضاء الشعبي والوطني ( لان من يمرر الحكومه هو من يرفع يده بالبرلمان وليس غيرهم )   والذي تعتمد عليه في الذهاب الى الفضاء الاوسع  ليكون متوازنا وقويا   في  اعطاء حقوق الاخرين كلا حسب استحقاقة   بدون ان يبخسهم حقوقهم او يجعلهم في وضع يتعسفون في استخدام هذا الحق    رغم علمنا ان هذه المهمة صعبة نتيجة التقاطع بين مكونات اصحاب الموقع .

اكبر خطا ارتكبه علاوي هو ان اضفاف قوى اضافيه من مكونات اخرى ( شيعية ، سنية ، كردية ) تصطف مع المكون الكردي لتعطيه قوة اضافيه  تدعم موقف الاكراد ( المالكي ، قيس الخزعلي ، الحكمة و الحلبوسي  ) مما جعل تجاوز الاكراد مهمه صعبة كسرة ظهر البعير في النهاية  وانا اعتقد ان فريق تفاوض دكتور محمد توفيق لم يكن موفقا ومهنيا   وسلس في ادارة طريقة التفاوض  لتشكيل الحكومة   بعيدا عن التاثير  فا تجاهل الاكراد  بطريقه  تمنحهم حقهم كا مكون بدون الاسراف في هذا الحق مهمه تحتاج  حنكه ومهنية في التفاوض وكان على السيد علاوي ان يذهب بنفسه  لهذا المكون  ويرسم سياسة التعامل والمشاركة المستقبلية  التي تضمن حق الكل وتراعي المصلحة العامة

وانا اعتقد ان السيد علاوي لو اتفق مع الكرد وفق منهج معين لتمرير حصتهم  بشكل يظمن حقه في استقلالية القرار ويظمن حق الكرد بالمشاركة  لما اعطى مبرر لرئيس البرلمان وجماعته  ليكون قويا ويفرض ارادته وكذلك لو تفاهم مع المالكي بطريقة تمكنة من تحصين جبهته  في التفاوض  لما حدث له ما حدث بعيدا عن ما يقال من اسباب اخرى وهي عدم الرضوخ للضغوط السياسية ، الحقيقة ان هذه الضغوط  مورسة ولكن الاستجابة كانت غير متوازنه وكذلك الرفض مما اخل في طريقة التعاطي  لانها لم تجري وفق مسطرة واحدة  لذلك خسر علاوي المنصب  وخسر العراق شهرا  وعدنا الى نقطة الصفر .  والسوال الان ونحن امام  محنة كبيرة وهي كساد  اقتصادي  عالمي ربما يدخلنا في ازمة اقتصادية خانقة وكذلك تهديد مرض كورونا   فهل نخسر خمسة عشر يوما اخرى ونعود الى نقطة الصفر ؟   وهل يبقى قدرنا  ان نكون بين مطرقة الرضوخ او التشدد فنذوب مرة  او نكسر  مرة اخرى ؟ .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك