المقالات

باكورة الانسحاب الامريكي من غرب آسيا

1483 2020-03-03

🖊ماجد الشويلي

 

 

ماكان لامريكا ان تفكر بالانسحاب من افغانستان على النحو المذل الذي وافقت عليه وتجالس طالبان التي تصنفها على انها في صدارة المنظمات الارهابية العالمية لولا القرار الحاسم والجازم الذي اتخذه إمام المقاومة السيد الخامنئي بضرورة خروج القوات الاجنبية من غرب اسيا .

فبعد سقوط الطائرة الامريكية وعلى متنها 100 عسكري امريكي فوق المناطق التي تسيطر عليها طالبان وقيل ان المسؤول عن ملف الاستخبارات في ايران والعراق وافغانستان وعن اغتيال الشهيدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني وابي مهدي المهندس مايك اندريا كان احدهم .ادركت الولايات المتحدة أن ثمة تماهياً بين أيران وطالبان يتعلق بالنظرة للتواجد الامريكي في المنطقة مكنها من صياغة معادلة جديدة للردع على قاعدة

 ((عدو عدوي صديقي)) تحصل بموجبها طالبان على اسلحة متطورة قادرة على شل حركة الطيران في تضاريس افغانستان المعقدة وجبالها الوعرة .

ومن حقهم الامريكان أن يفهموا ذلك وإن لم يكن الامر على نحو اليقين ، فعدو ذكي مثل ايران بالنسبة لهم قادر على جني ثمار التناقضات ببراعة تامة وتحويل التحديات الى فرص سانحة.

كما ان الحكمة تقتضي في مثل هذه الحالة ووفقاً لحساب الاحتمالات وتحقيق الربح والخسارة أن ينظر الامريكان للتقارب بين طالبان وايران على انه واقع بالفعل لان كلفة التغاضي عنه وهو احتمالٌ جدا وارد باهضة الى حد ليس بوسع امريكا تحمله .

فالانسحاب بطريقة دبلماسية خير من الهزيمة المخزية .

لكن على ماذا يدلل انسحاب امريكا من افغانسات وماهي المؤشرات التي يمكن البناء عليها

اولا: أن ايران تمتلك رؤية ستراتيجية عميقة ومميزة لطبيعة الصراع المحتدم بينها وبين امريكا في المنطقة وتعتقد بامكانية الوقوف على ارضية مشتركة مع كل القوى التي تناصب العداء للولايات المتحدة بغض النظر عما بينها وبين تلك القوى من تباينات

ثانيا: إن ايران قادرة على تحويل كل التحديات الى فرص والتكيف مع كل الظروف والملابسات التي تحيط بها

ففي الوقت الذي ظنت فيه امريكا بانها احكمت الطوق على الجمهورية الاسلامية من جهة الشرق في افغانستان ومن الغرب في العراق وجدت ايران ضالتها في ذلك فدعمت المقاومة في افغانستان والعراق حتى ارغمت الامريكان على القبول بالانسحاب من العراق نهاية 2011 وعزمها مغادرة افغانستان بعد 14شهرا من الان 

ثالثاً : ايران  وجدت أن طالبان اليوم هي ليست طالبان الامس التي كانت مدعومة من الخليج ، ولاتمتلك عمقا سياسيا وفهما لممارسة العمل الدبلماسي بل وجدت انها تعيش حالة من التحول النسبي بادراك استحقاقات المرحلة الراهنة وضرورة التعايش معها  

رابعاً : ايران تدرك ايضاً ان امريكا قد استنزفت بشكل كبير في افغانستان وهي تبحث عن مخرج لها من هذه الورطة حتى وان كان ذلك المخرج هو قناعتها بضرورة الجلوس وجه لوجه مع طالبان لبحث موضوع انسحابها من افغانستان واشتراكها في الحكومة الافغانية

خامساً: ايران عملت على تعزيز  دور طالبان بوصفها الضد النوعي لداعش وقد جرى بينهما تعاون عسكري بهذا الصدد على مستوى التسليح والعمليات المشتركة لضرب داعش التي تحاول ألانتشار والتوسع في افغانستان

سادسا : لدى الجمهورية الاسلامية تصور وقناعة بان امريكا تفكر جدية بمغادرة المنطقة ولذا فهي تعتقد أن قبولها بالانسحاب من افغانستان بوابة للخروج من العراق والمنطقة بعد ذلك

سابعاً: أن تمكن طالبان من ارغام امريكا على توقيع اتفاقية الانسحاب من افغانستان هو ثمرة للتعاون مابين قطر وايران ورسيا كذلك

إذا فان المنطقة التي اطلق عليها غرب اسيا تعيش ارهاصات حقيقية لجلاء الامريكان منها سواء بمشيئتها ام رغما عنها

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك