المقالات

ماذا بعد اعتذار علاوي ؟!

1346 2020-03-02

د.علي الطويل

 

 

منذ الشهر العاشر من السنة الماضية والعراق يمر بمخاض عسير تخللته ازمات متعددة كانت كلها تنحدر بالعراق نحو المجهول ، فالظاهر الخفي غير الظاهر البائن في كل هذه الازمات ، فالطرف  الدولي لايخفي نواياه ولايكتم خططه في الهيمنه على العراق بل هو مصر اصرار عجيب على بقاء قواته في العراق وتنفيذ اجنداته واهدافه بكل وضوح ، وقد كان الطرف الدولي والاعب الاساسي في قضية العراق ونعني به الولايات المتحدة تشعر ان رئيس مجلس وزراء عراقي حر وقوي ومخلص لبلده لايمكن ان يساوم على بقاء قواتها الى مالا نهاية في العراق وتنفيذ ماتريد تنفيذه بكل حرية دون مسائلة ، لذلك فانها لم تكن مرتاحة من سلوك رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ، ولن ترتاح  (وهذا واضح وصريح وبدانا نرى نتائجه) لكل شخصية عراقية نزيهة  مخلصة وجذورها اسلامية ،  فراحت تحرك ادواتها الشعبية ضد الاول ونعني به عادل عبد المهدي ، وتحرك ادواتها الرسمية ونعني بهم الشركاء من الكتل السياسية ضد الثاني المكلف محمد توفيق علاوي .

اذن ان الظاهر من هذا الصراع والاستقتال على وجودهم وبقائهم في العراق هو الدافع الاساسي لهذا الضغط ومن اجل ان تكون هناك شخصية سياسية ذات ميول امريكية على راس هرم السلطة في العراق لاتمام مراحل المشروع الامريكي في العراق وفي المنطقة دون منغصات او عوائق ، وهنا لانريد رمي السوء كله في عنق امريكا وحدها ، وانما التخبط الكبير وتغليب المصالح الحزبية الضيقة والسعي للحصول على المغانم من قبل بعض الكتل السياسية ، ساهم بشكل كبير ايضا في تخريب مسعى تشكيل حكومة علاوي وماألت اليه الامور من الاعتذار عن التكليف ، كما ان الاخطاء التي وقع فيها رئيس الوزراء المكلف وخاصة في مسألة اختيار وزرائه وارتمائه في حضن كتل معينه دون غيرها اسهمت بشكل واضح في استعداء الاخرين والسعي دون التصويت على كابينته .

فماذا بعد اعتذار علاوي عن التكليف ؟

لقد عادت الامور الان الى مربعها الاول وعاد الحراك والقلق  مجددا يعود الى الشارع العراق وهذه المرة قد لاتكون الامور كما يرغب الجميع ويتمنى ، وانما قد تنزلق الامور الى مالا يحمد عقباه اذا لم تدرك الكتل مسؤولياتها وتتراجع عن مواقفها  وتتنازل عن مصالحها الضيقة ، ان مسالة اختيار بديل للسيد عادل عبد المهدي مهمة  ليست سهله في ضوء هذا الصراع الدائر بين الكتل ، وفي ظل سعي العامل الدولي لفرض اجندته والاولى الان ان تكون هناك خيارات متعددة للخروج من هذه الازمة لعل احداها تصيب ومنها ؛

* السعي لابقاء حكومة عادل عبد المهدي لحين التهيئة للانتخابات المبكرة

* اختيار شخصية عراقية من عراقيي الداخل وتحديدها بفترة عام واحد لايجدد له ويتخلل ذلك اقامة انتخابات مبكرة خلال هذا العام

* اعطاء الخيار لرئيس الجمهورية لاختيار رئيس وزراء مستقل ووزراء مستقلين دون المرور بالكتل،  ونعتقد هذا هو اصعب الخيارات السياسية بالنسبة لجميع الكتل السياسية وهو عين ماتريده امريكا في اسهل امالها في الوقت الحاضر .

وفي غير هذه الخيارات وفي غير التنازل عن المطامح الشخصية والنظر بعين الواقع  والنظر بجدية للمخاطر التي قد ينزلق اليها العراق، فان الوضع سينزلق فعلا والى طريق لايرغبه الجميع ولايستسيغه ابدا ، وستسعى امريكا وبكل جهدها لغرض تمرير شخصياتها وبادواتها الغير مباشرة ، لذلك تقع المسؤولية الاولى على الكتل الشيعية الاساسية اولا  حيث ستكون اول من سيواجه مخاطر المخطط الامركي اذا مانجح  ، وعليها ان تعي ان الحراك الجماهيري لازال حاضرا ومصرا وان الدافعين لجزء من هذا الحراك ما دفعوا به الا لاجل اهدافهم ، لذلك لن يكون خيار مابعد علاوي سهلا اذا لم يطوروا ادائهم ويحسنوا خياراتهم .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك