المقالات

ألواح طينية؛ حينما تحولت جمهورية العراق الى إقليم..!

1833 2020-02-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لا ينكر أحد ما حل بالأكراد من ظلم على مدار التاريخ، عندما جاءت سايكس بيكو الإستعمارية بتقسيم تركة العثمانيين؛ وجرى "إنتاج" دول جديدة، هي الدول العربية؛ التي جرى تخطيط حدودها بطريقة خبيثة، تجعلها قابلة للأنفجار في أية لحظة، وهذا ما هو واقع في العراق مثلا!

الدول العظمى الإستعمارية، والتي كانت في أوج قوتها آنذاك، منحت قطر والامارات والبحرين وعمان؛ صفة الدولة على مساحة أرض صغيرة، ونفوس لا تكفي لأشغال مساحة ناحية في العراق، في حين وضعت قومية بحجم الأكراد؛ ضمن سلطة أربع دول، مع العرض أن مساحة الأرض التي يشغلها الأكراد وعدد نفوسهم، يتفوق على عدد سكان ومساحة دول الخليج مجتمعة...!؟

كانت خطة تلك الدول؛ وهي فرنسا وبريطانيا، صناعة دول ضعيفة بنتها على أساس قبلي، ومثلما قامت بتجزئة العرب الى دويلات، جزأت أيضا القوميات ووزعتها بين دول المنطقة، وهو أمر جعل القوميات أقليات موزعة في دول المنطقة، الأمر الذي جعلها تشعر بالحيف والظلم والغبن، لذلك لم يكن يوما" للأكراد شعور بالانتماء؛ لأي دولة يقطنونها؛ سوى حلمهم بدولة قومية كردية.

هذا الحلم وجد فرصته في العراق، على يد طاغية العراق صدام حسين، خصوصا بعد أن مني بهزيمة نكراء عام 1991، عندما فرض عليه الأمريكان؛ خطا يفصله عن شمال العراق، الذي تحول أسمه منذ ذلك التاريخ الى أقليم كوردستان، وهو خط  لم يكن بإمكان صدام  تجاوزه لا بطيرانه ولا بجيشه، وكان الأمريكان جاهزين لكسر أقدام صدام؛ إن هو عبر هذا الخط، وفعلا كان صدام "حبابا"، إذ لم يتجاوز هذا الخط أبدا طيلة ثلاثة عشر عاما، إلا مرة واحدة عندما قدم النجدة لجماعة بارزاني؛ عندما سحقه غرماءه الطالبانيين .

منذ ذلك التاريخ وشمال العراق؛ يحظى بوضع هو أكثر من أقليم وأقل من دولة بقليل، وكلما يمضي الزمن الى أمام، يتعزز هذا الوضع، ويتخذ الساسة الأكراد خطوات محسوبة جيدا، نحو ترتيب وضعهم ككيان مستقل.

هم اليوم مع العراق في السراء وعليه في الضراء، وهم شركائنا في حكم العراق، ومستقلين في حكم كردستان؟!

الدستور فصل على مقاس حلمهم الذي يرونه قريبا، فمن حق ثلاث محافظات رفض إجراء أي تعديل دستوري، بمعنى أن الأقليم بمحافظاته الثلاث، يمتلك حق الفيتو على خمسة عشر محافظة.

يما يشبه قصة ألغام سايكس بيكو، ترك المحتل الأمريكي وهو مصمم الدستور العراقي؛ لغما بفتيل سريع الإشتعال، هو لغم المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية والأقليم، وكأن هنالك مزاع بين دولتين..

هم شركاء في الحكومة المركزية، ولهم دائما ما لا يقل عن ثلاث وزارات، أحداها سيادية، ولهم منصب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس مجلس النواب، وحوالي خمسة وخمسين نائيا، ومثات المناصب العليا، مع أن كل ذلك ليس منصوصا عليه دستوريا، لكنه بات عرف تحت عنوان الإستحقاق والتوازن الوطني، لا يمكن تجاوزه! لكن ليس لبغداد ممثل واحد في كردستان، ولا تستطيع بغداد تعيين موظف هناك، حتى لو كان يدرجة ساعي بريد!

ماليا يأكل الأكراد على فكين، فهم ينالون على الأقل 17% من الموازنة، غير رواتب ميليشيا البيشمركة، التي باتت تحمل أسم حرس الأقليم، وهو جيش مستقل تماما عن سيطرة الحكومة المركزية، وغير خاضع البتة لمفاهيم القيادة والسيطرة العسكرية الموحدة..إنه بالحقيقة جيش دولة أخرى، بل يتصرف على أنه جيش دولة معادية!

الأكراد لم يسلموا درهما واحد قط، عن قيمة النفط الي يصدرونه من مناطق نفوذهم، سواء في منطقة أقليمهم أو كركوك وما جاورها،

كلام قبل السلام:الحقيقة اليوم؛ أن بغداد بسلطتها الواهنة الضعيفة تحولت الى أقليم، وأن الحكومة المركزية الحقيقية بيد الأكراد..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك