المقالات

ألواح طينية: الهدف النهائي للتظاهرات..!

1544 2020-02-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لاشك ان التظاهر ليس حقا مشروعا ومكفولا وفقا للدستور فحسب، بل هو حق إنساني مطلق، يكفله المنطق ويقبله العقل، وما يرفضه إلا ظالم، وإلا فأليس من حق المألوم أن يصيح "آخ"..؟!

هذه المقدمة ضرورية حتى لا يتهمني أحد بأني ضد "حق" التظاهر، لكن هذا الإتهام المتوقع؛ لا يمنع أن نقول الحقيقة، التي تكشفت بعد أربعة أشهر من التظاهرات والإحتجاجات، وما رافقها من أحداث كشفت كثيرا مما حدث ويحدث.

كي نكون على الطريق التفكير السليم، نستطيع الآن أن نقول بأن التظاهرات أسقطت نفسها بنفسها، وأضاعت أهدافها، وأهدرت بكل أسف الدماء التي قدمتها، وستتحول قريبا جدا، الى شيء معزول عن الواقع، وستكون أقرب الى العشوائيات في مراكز المدن، وستنتهي نهاية حزينة جدا!

أسباب ذلك كثيرة؛ فمع التعاطف الكبير؛ الذي حظيت به التظاهرات شعبيا، ومع دعم لا محدود من المرجعية الدينية؛ بغية توجيهها الوجهة الصحيحة، إلا أن التظاهرات وعلى الرغم من فساد السلطات والطبقة السياسية، فإنها لا تمثل أغلبية العراقيين، لأنها لم تركز على هدف الفساد ومحاربته، بل تحولت الى معركة ضد العملية السياسية برمتها، وهو مطلب مدمر ومخالف للديمقراطية، التي يفترض أن تكون الكتاب الذي تستمد منه التظاهرات مشروعيتها.

مع أنه لا يمكن تصور عملية سياسية ديمقراطية؛ بدون أن تنظم الأمة نفسه،ا في أحزاب ومنظمات وتجمعات وحركات، إلا أن التظاهرات ذهبت في عملية معاداة الديمقراطية مذهبا خطيرا، حينما طالبت بحل جميع الأحزاب السياسية، وقامت بمهاجمة مقراتها قي بغداد والمحافظات، وحرقها وقتل منتسبيها وحراسها، والتمثيل بهم، وهو منحى أخرج التظاهرات من نوعها الديموقراطي، وادخلها بتوصيف الجريمة والتخريب والعدوان!

يوما يعد يوم تتكشف الادلة القطعية، على أن المظاهرات مدعومة؛ من قبل المخابرات الامريكية والصهيونية والأوربية والخليجية، وأول هذه الأدلة؛ السعي المنهج لمهاجمة جمهورية إيران الإسلامية، دون غيرها من الدول، وأصبحت التظاهرات بذلك؛ جزءا من معركة الإستكبار العالمي، ضد إيران ومحور المقاومة، وهاك مواقع التواصل الإجتماعي؛ التي تعج بمئات الآلاف من المنشورات، التي تكشف عن هذا الدور الدنيء..

الخيط الثاني للدعم المخابراتي الذي أشرنا اليه، هو الاحتفال والسرور الذي عم ساحات التظاهر، بعد استهداف قادة الانتصار؛ الشهيدين ابو مهدي وسليماني واستشهادهما، وبعدها ما شهدناه من استياء المتظاهرين وغضبهم من البرلمان، بعد تصويته على إخراج القوات الامريكية من العراق، وقبلها ما جرى من عمليات الاعتداء؛ على مقرات الحشد الشعبي وتصفية قياداتهم!

وأتضح ذلك جليا؛ حينما شهدنا موقفا غريبا في ساحات التظاهر، حينما عبر المتظاهرين عن إستيائهم ونفورهم، من السيد مقتدى الصدر؛ بعد دعوته لمظاهرة مليونية لإخراج القوات الامريكية، وهي تظاهرة دعت لإستعادة سيادة الوطن، الذي طالما تغنى به المتظاهرين عبر شعار"أريد وطن"!

الخيط الثالث هو مهاجمة مثابات التشيع ومراقد رجال الدين، ومحاولات إثارة الفتنة بين شيعة العراق وايران لتفريقهم عن بعض.

يكشف هذا الخيط؛ عن توجهات مشبوهة أحاقت بالتظاهرات، وغفل عنها المتظاهرين السلميين الشرفاء،  تركز المظاهرات في المحافظات الشيعية فقط، ومحاولات المراهنة على ايقاف التعليم في المحافظات الشيعية فقط، تغطية القنوات البعثية ودعمها للتظاهرات (كالشرقية ودجلة)، وتغطية قناة (الحدث) السعودية للتظاهرات ودعمها للناشطين

ثم ماذا يعني إشاعة الفاحشة وممارسة الرذيلة، والاختلاط بين الجنسين، وظهور المثليين في ساحات التظاهر، ورفع شعارات ضد الدين والشعائر الحسينية، بل وضد المرجعية التي دعمت حق التظاهر؟!

كلام قبل السلام: كل هذه الادلة وغيرها، تشير الى تورط اجهزة مخابرات امريكية وصهيونية وأوربية وخليجية، من أجل القضاء على العراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك