المقالات

فرصة للتأسيس للأغلبية السياسية!


سالم مشكور

 

اعلان رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي شروط انعقاد جلسة التصويت على كابينة السيد علاوي واستبعاده انعقادها غدا الاثنين لعدم توفر هذه الشروط، يؤكد صحة الخلافات بينه - ومن يمُثّل- وبين الرئيس المكّلف. هذا الموقف ظهر الى السطح بعد لقائه البرزاني في أربيل، والأخير افصح عن موقف معارض لطريقة تشكيل الحكومة المرتقبة. وفي حين يفصح أكثر الأحزاب الشيعية عن تأييده لحكومة المستقلين، فان الصورة تبدو من السطح، تمسّكاً من الجانبين الكردي والسنّي بالمحاصصة. تحت السطح، يقدم الجانبان تبريراً لموقفهما: شكوك حول حقيقة "استقلالية" أعضاء الكابينة، خصوصا الشيعة منهم، بل يذهب البعض الى القطع بأن "استقلالية الوزراء الشيعة شكلية". يزيد من هذه الشكوك أن الرئيس المكلف نجح في الحفاظ على سريّة الأسماء حتى الان ويريد مفاجأة البرلمان بها وهو ما يعتبره الاخرون محاولة منه لتضييع أي فرصة للتحقق من طبيعة ارتباطاتها. ربما يعتمد المشككون القياس على ما حدث حين تشكيل حكومة عبد المهدي في هذا الأمر.

من وجهة أخرى، يمكن النظر الى الجدل الدائر على انه تمسّك كردي سنّي بنظام المحاصصة، انطلاقاً من موقفهم من التظاهرات التي تأتي "حكومة المستقلين" كاستجابة لمطاليبها، والقاضي بأن "المشكلة هي بين الشارع الشيعي وسياسييه" وبالتالي فان المكونين الاخرين غير معنيين بموضوع الوزراء المستقلين. في هذه الحالة فان تمسكهم بوزراء حزبيين منهم سيعني اقصاء الأحزاب الشيعية فقط من الساحة، وبقاء الأحزاب الكردية والسنية التقليدية ومعها الجديدة. هذه المواقف تضع مؤشرات غير إيجابية على موقف هذه الأحزاب الداعم، سياسياً واعلاميا، للتظاهرات في الوسط والجنوب فيما يجري قمع أي تحرّك مطلبي في المحافظات الغربية والاقليم.

من أهم ما أفرزته التظاهرات المطلبية، هو توفير فرصة الانتقال الى الأغلبية السياسية بدل التوافقية المعرقلة منذ سبعة عشر عاماً.  الحكومة المرتقبة هي حكومة مؤقتة مهمتها اجراء الانتخابات المبكرة. الأحزاب القائمة قد تخسر كثيرا من حجمها اذا ما احسن المطالبون بالاصلاح تنظيم صفوفهم في تنظيمٍ مختلفٍ عمّا اعتدنا عليه، بإمكانه تشكيل كتلة برلمانية كبيرة بالتحالف مع أحزاب صغيرة متنوعة الهويات القومية والمذهبية تجتمع كلها حول خطاب وطني ونوايا حقيقية للبناء، بدل تحقيق المكاسب الفردية او الحزبية. الأحزاب الكبيرة ستغيّر من نهجها لتتمكن من المنافسة وبالتالي تتسع دائرة التغيير.

عرقلة تشكيل الحكومة المرتقبة لن تصادر فرصة الخروج من التوافقية الى الأغلبية السياسية، بل تدخل البلاد في فراغ وفوضى يخشى أن يكون مخططاً لها وفق ما ورد في مقال مجلة "فورين بوليسي" الأخير الذي تحدث عن "الحاجة لتغيير النظام في العراق ثانية"!!!

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك