المقالات

بين التماهل والتأني


علي علي

 

قد يدرك المتأني بعض حاجته      

 وقد يكون مع المستعجل الزلل

   شيء جميل ورائع أن يخطو المرء في أي عمل يقدم عليه خطوات محسوبة ومدروسة العواقب، وأن يكون التأني والروية دأبه في اتخاذ القرارات قبل البت بها والعمل على أساسها، وبهذا يضمن النتائج المتوخاة من خطواته تلك. إذ كما تعلمنا في صغرنا ان في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، وقد نورنا الحكماء والأدباء والشعراء بكثير من الأقوال والأحاديث والأشعار التي تحثنا على التؤدة في اتخاذ القرارات، كما قال شاعرنا:

   إذا كنت ذا رأي فكن ذا روية         

فان فساد الرأي أن تستعجلا

  ولنا في أمثالنا العراقية الشعبية ما تنوء به أسفار التاريخ في جميع أمور حياتنا اليومية، كمثلنا القائل: (اللي تهدّه ماعثر). لكن الذي يثير التساؤلات والعجب هو تمادي برلماننا في التأني والروية والتؤدة، ومبالغته فيها حتى غدت أصابع الاتهام تشير الى أعضائه -فضلا عن رئيسه- متهمة إياهم بالتباطؤ المتعمد حدا أضر بالعراق والعراقيين، باقرار قوانين لها من المنتظرين ملايين من أبناء هذا البلد، ممن تأملوا الخير في التغيير الذي آل اليه العراق قبل ستة عشر عاما، أي مضى عليه نصف المدة الزمنية التي جثم فيها شبح صدام ونظامه على صدورنا ولاقينا مالاقيناه فيها، واذا أردنا البدء بالعد التنازلي من اليوم فكما نقول (غمّض فتـّح) تنتهي الخمسة عشر عاما القادمة، ونكون حينها قد أكملنا الثلاثين بزيادة، وينطبق علينا إذاك المثل (يخلص من الطاوة تتلگاه النار) أو المثل الآخر -والأمثال كثر- (بدلنا عليوي بعلاوي). وقد بات من غير المعقول السير السلحفاتي هذا بين رفع قرار وقراءته وتشريعه وإقراراه، وكأن العملية برمتها تمرير وقت وتمشية أعمال وقضاء حال، ومن غير المعقول واللائق بمسؤولين وضع الشعب فيهم ثقته وأمله ان يخذلوه بعد الوعود والعهود التي قطعوها له، فهم بهذا يضحكون على الذقون، ويتسببون بتأخير مرافق البلد وسير عجلته، ويزيدون في الفجوة والهوة بين المواطن وقياداته وحكامه، لاسيما ان هناك من يتربص ويتحين الفرص من أجل تمرير أجندة مبيتة من أطراف داخلية وخارجية، هدفها النيل من العراق والسعي في إبقائه في واد ناء عن باقي الأمم، ومن المؤكد أن هذا لايخدم أي عراقي ان كان مواطنا أو برلمانيا او وزيرا او رئيس وزراء.

  إن الوضع العراقي الحالي تنقصه أشياء كثيرة في مفاصله كافة، فسياسته تحتاج الى توحيد رؤىً وصفاء نيات.. واقتصاده يحتاج الى خطط جديدة تتكافأ مع متطلبات البلد الحالية، وفق معطياته أولا والمستجدات في أوضاع العالم الاقتصادية ثانيا.. وأوضاعه الاجتماعية تحتاج الى دراسات تتزامن مع التطورات الداخلية التي حدثت بعد عام 2003.. ويطول الحديث عن باقي أركانه الصناعية والصحية والتربوية... وكل هذه تحتاج عملا جادا وسريعا لتحقيق النتائج المرجوة. وقد قال شاعر:

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة           

فإن فساد الرأي أن تترددا

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك