المقالات

علاوي اللاعب مع الشياطين

1117 2020-02-16

هادي جلو مرعي

 

هكذا صرت أفكر إن الذين كانوا يعملون في السياسة في عهد صدام حسين، وكانوا جزءا من نظامه السياسي إحترموا أنفسهم وغادروا الى المنافي ليعيشوا هناك بإنتظار أن ينتهي العمر، وربما عاش كثيرون منهم حياة طبيعية، سواء إعتزلوا السياسة وشرورها، أو مارسوا المعارضة من الخارج للنظام الذي نشأ على حطام ماسبق، بينما خرج الى العلن من يدعي تمثيل الطيف مساومون من الطراز الرفيع. فأغلب السنة في العراق لايؤمنون بالعملية السياسية الراهنة، وهناك من تصدى  للأمر بقصد الحصول على المكاسب والمناصب دون الإلتفات الى ملايين المواطنين الذين ينتمون للطائفة السنية، وهم يعيشون في المخيمات، أو في دول أخرى، أو الذين دمرت مدنهم، ولكنهم يسمعون عن حملات وهمية لإعمار تلك المدن، ومنها الأنبار التي تحولت الى (دبي) ثانية حسب وصف مواقع التواصل الإجتماعي، وصفحات الترويج مدفوعة الثمن.

أخونا إبراهيم الصميدعي المحلل السياسي، والمتنقل من مكتب رئيس وزراء أسبق، الى سابق الى حالي، الى مكلف، أعلن أنه تلقى عرضا بثلاثين مليون دولار مقابل ترتيب صفقة مع رئيس الوزراء محمد توفيق علاوي لكي يوافق على شخصيات سنية في وزارته على هوى زعامات سنية، وليس على أساس الإختيار وفقا لمعادلة السياسة العراقية الجديدة التي أنتجتها التظاهرات الأخيرة خاصة وإن التسريبات تقول: إن المبتزين والضاغطين والعارضين للثلاثين مليون دولار هم من الذين ذبحوا حالهم في دعم التظاهرات، وجعلوا وسائل إعلامهم تقاتل على مدار الساعة، وتخرج حتى عن المألوف في التغطية الإعلامية للترويج للتغيير وقهر (الذيول والأتباع والعملاء، وتحرير العراق من السيطرة الإيرانية) والغريب إن العراقيين جميعهم يعرفون إن أغلب السياسيين بلا دين ولاأخلاق ولاهوية، وليس لهم من شغل سوى ضمان عدد الكراسي في البرلمان، وعدد الوزراء في الكابينة المقترحة، وعدد الوكلاء والمدراء العامين والمستشارين والعقود والصفقات والدولارات، أما الشعب ومن يمثلونهم فإلى الجحيم.

أخونا إبراهيم إستفز قضاءنا العتيد الذي أعلن إنه سيفتح تحقيقا في الإدعاءات التي تشير الى وجود بازار لبيع وشراء المناصب الوزارية، خاصة وإن رئيس الوزراء المكلف أكد لمن زاروه في لقاءات ودية: إنه قرر أن يذهب الى البرلمان ويمرر الكابينة، وقال للذين يحاولون ممارسة الضغوط لإختيار وزراء يمثلونهم هم ومصالحهم: سأذهب الى البرلمان وأنتم إستمروا إذا شئتم في محاولات النهب، وقد أكون ذكرت هذه العبارة كما فهمتها لا كما وصلتني ولكن المعنى واحد، ولايذهب الى معان متعددة بعد أن تكشفت أوراق اللعبة.

أبرز طرفين في الصراع ليسا تحت الضغط هما الكورد والسنة، وأعني الساسة وليس المواطنين، وبالتالي فالإدراك العام لدى السياسيين في هذين المكونين إن التظاهرات حالة شيعية هدفها إقتلاع قوى شيعية، وإن الضغوط التي يمكن أن يمارسوها على رئيس الوزراء ستكون لصالحهم في كل الأحوال، فالساسة الشيعة أوصلوا رسالة الى علاوي مفادها: إنهم (معه معه لامع عدوه بس يخلصهم من البلوى إلي هم فيها) بإستثناء مايشاع من أن المالكي غير مرتاح للمكلف، وقد يضع العصي في دواليب عجلات حكومته، والله أعلم.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك