المقالات

ما بعد اربعينك يا ابو مهدي المهندس


محمد كاظم خضير

 

 

أولاً ابو مهدي المهندس لا يزال حياً في أوساط أمتنا بمواقفه وأعماله لا يزال مثمراً بجهوده التي بذلها على طول السنوات الماضية في مواجهة الأمريكان والصهاينة ومشاريعهم الاستعمارية والإجرامية التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية، ولاشك أن ابو مهدي المهندس قد بذر الألاف من ابو مهندس في العراق     الشهيد ابو مهدي المهندس له تجربة فريدة من الصراع العسكري والأمني مع أمريكا   وعملائهم ومع داعش أيضاً، ولديه رصيد حافل من الانتصارات والإنجازات، وكان يعمل على مسارين

 الأول مواجهة الأعداء بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وعلى أكثر من صعيد وفي أكثر من مكان.

المسار الثاني هو مسار البناء للكيان الذي ينتمي إليه وهو محور المقاومة والجهاد والتضحية والذي عمل المهندس فيه على الإعداد والبناء والتدريب والتخطيط وغير ذلك، لهذا من المستحيل أن يرحل المهندس وترحل معه جميع هذه الأعمال والمواقف بل سوف تكون شهادته وقوداً صلباً وسلاحاً قوياً للتغلب على الأعداء وكذلك الحال بالنسبة للشهيد أبو مهدي المهندس.

أمريكا كانت تظن أنها بقلتها   للقائد أبو مهدي المهندس ستحمي نفسها وتواجدها في العراق، لكنها بذلك كشفت عن أطماعها الاستعمارية وعن وحشيتها فدفعت الشعوب العربية والإسلامية إلى مراجعة حساباتهم، ودفعت محور المقاومة وفي المقدمة إيران والحشد الشعبي العراقي إلى ضرورة طرد القوات الأمريكية من العراق التي تمثل مصدر للشر والخطر على العراق وعلى سوريا وإيران والأمة العربية والإسلامية بشكل عام، لأن أمريكا لا يهمها سوى مصالحها ولا يهمها سوى أطماعها الاستعمارية، وهي لا تحترم قوانين حقوق الإنسان ولا مواثيق الأمم المتحدة ولا أي شيء من هذا، كل همها هو أن تنهب الثروة في العراق وتبني القواعد العسكرية وتستهدف القادة والرموز العربية والإسلامية وكل من لديه روح مفعمة بالحرية والاستقلال، لكن هذا لن يتأتى لها ولن تستمر طويلاً.

ما بعد استشهاد  المهندس ليس كما قبل، مرحلة جديدة من الصراع بين الحق والباطل، بين المستكبرين والمستضعفين، بين أمريكا   وحلفائهم من العرب والعجم وبين محور المقاومة والأحرار والشرفاء من أبناء الأمة الإسلامية الذين وصلوا إلى خيار نهائي يضع حداً للغطرسة الأمريكية وينهي التواجد الأمريكي في المنطقة من العراق أولاً، ومن بقية الدول العربية والإسلامية ثانياً وهذا هو الخيار الصحيح الذي سيضمن لهذه الأمة الحرية والاستقلال والأمن والسلام والاستقرار، أما إذا بقيت أمريكا تحشد قواتها إلى الشرق الأوسط وتبني قواعدها العسكرية على بحر من الدماء الإسلامية وعلى كومات من أشلاء العرب والمسلمين فهذا لن يجلب لنا سوى الهلاك والويل، لكن اليوم وبعد استشهاد سليماني هناك توجه وقرار موحد على ضرورة طرد القوات الأمريكية من المنطقة بشكل عام.

حين يحصل الرد وسوف يحصل سوف تكتشف أمريكا أن تواجدها في الشرق الأوسط ليس لمصلحتها وأنها ارسلت قواتها إلى قعر جهنم، لأن قواعدها وضباطها وجنودها و بوارجها في مرمى نيران محور المقاومة، لقد استشعرت أمريكا خطورة أفعالها وجرائمها ولاحظت مدى السخط الشعبي في أوساط العرب والمسلمين وادركت أنها غير مقبولة وأن الجميع هنا يرفض تواجدها، وأنها لا تقوى على مواجهة هذه الأمة متى ما توحدت وانطلقت للجهاد في سبيل الله وفي سبيل الحرية والاستقلال والعزة والكرامة، لهذا ما بعد  اربعينية الشهيد ابو مهدي المهندس سوف يكون مختلفاً تماماً عما قبل مهما كان حجم التحديات ومهما كان حجم التضحيات، لأنه لا يوجد خيار آخر أمام العرب والمسلمين سوى المواجهة والعمل على طرد القوات الأمريكية وتطهير المنطقة من التواجد العسكري الأمريكي، وحينها سوف تنعم المنطقة بالاستقرار والسلام.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك