المقالات

خروقات دستورية في تشكيل الحكومة

2361 2020-02-13

قاسم آل ماضي

 

استقالت الحكومة تحت ضغط الشارع المحتج والمشاكس في بعض الأحيان ، خُرق الدستور بتجاوز المدة المحددة لتكليف مرشح جديد من الكتلة الأكثر عدداً وبذريعة ضغط الشارع أيضاً وخشية الانفجار وانزلاق البلاد إلى الفوضى رُفض تكليف ثلاثة مرشحين لرئاسة الوزراء بنفس الحجة.

 بعد هذا كله كِلّف المرشح محمد توفيق علاوي لكونه مستقلاً وكونه كان ضمن مجموعة اسماء رفعت في ساحة التظاهر يوماً ما ، وبناءً على هذه المعطيات يُفترض بالكتل السياسية دون استثناء أن لا تتدخل في اختيار وزير أو وكيل وزير ، بل لا يحق لها الاعتراض على أيٍّ منهم ، وان كان ذلك خارج السياقات الدستورية .

فالدستور في كل النظم البرلمانية يفترض مجئ رئيس الوزراء من رحم البرلمان ، والدستور العراقي يوجب على رئيس الجمهورية تكليف من ترشحة الكتلة الأكبر ، فما دام قد خرق الدستور في ذلك ورضيت الكتل تحت ضغط الشارع فهي إذن باتت خارج لعبة الحكومة وتشكيلها ، وعليها الانتظار إلى حين كسب الشارع وإدارة رغباته وهواه وفق ما ترتئي ويرتئي .

لا يحق للأخوة الكرد ولا السنة أن يُملوا على رئيس الوزراء وزيراً معيناً ، إلا أن يصرحوا علناً أن تظاهرات تشرين وما بعده لا تعنيهم أو انها تظاهرات غير محقة . نرجو من رئيس الوزراء أن يدرك أن قبوله التكليف فضل منه على الكتل وليس فضل من الكتل عليه ، وأن يكون عند شروطه وهو ان لا تتدخل أي كتلة بتسمية وزراء حكومته ، وان يكون شجاعاً في تحديد من يحاول عرقلة التأليف ، ولا يفرق في ذلك بين مكون ومكون ، فكل الشعب ناقم على السياسيين ، ومن كظم غيضه أخطر ممن باح به لأن الأول لا ندري كيف يعبر عنه مستقبلاً ، أما الثاني فقد باح وربما استراح . ليس من العدل ولا الديمقراطية أن تفرض كتلة وزراء معينين ويرفض رئيس الوزراء مرشحي الكتل الأخرى بحجة الشعب والمظاهرات .

أما إذا كان يعتقد أن الدستور أولى بالاتباع وأن لا حكومة تمر بدون تأييد الكتل البرلمانية فما عليه إلا يعدل في إرضائهم جميعاً أو أغلبيتهم ويُقنع المتظاهرين بأن هذا هو الأسلوب الدستوري في تشكيل الحكومات في النظم الديمقراطية البرلمانية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك