المقالات

عرب وين .. "برهان" وين

1584 2020-02-13

حمزة مصطفى

 

مازلنا في موسم قطاف "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي  دونالد ترمب  بوصفها خطة سلام لحل القضية الفلسطينية. آخر أخبار الصفقة جاءت من بنيامين نتيناهو نفسه لا سواه حيث قرر التنازل عن طرح هذه الصفقة كجزء من برنامج حكومته. لماذا؟ لأن نصف وزراء حكومته ضد الصفقة لأنهم يرون إنها تنتهي بإقامة دولة فلسطينية. نتيناهو الغارق في الفساد حتى أذنيه أرادها بمثابة طوق نجاة له لاسيما إنه على وشك خوض الإنتخابات التشريعية الثالثة خلال عام في إسرائيل.

آخر أخبار الصفقة هو الرفض العربي الشامل لها سواء عبر مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة أوالبرلمان العربي في عمان مؤخرا. الموقف العراقي الذي عبر عنه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي كان متميزا جدا لجهة تثبيت موقف العراق الموحد حيال مايحاك ضد قضية العرب المركزية فلسطين. هذا الموقف هو الذي دعا البرلمانيين العرب الى إختيار رئيس البرلمان العراقي رئيسا للجنة المتابعة العربية.

آخر أخبار الصفقة إنه في الوقت الذي أعلن الفلسطينيون رفضا شاملا لها برغم كل خلافاتهم البينية, فإن خصم نيتياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت قرر الظهور علنا في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك خلال مناقشات مجلس الأمن للقضية الفلسطينية. صحيح أن ظهور أولمرت مع عباس لايمكن تفسيره على إنه موقف يعبر عن إنصاف من طرف إسرائيلي حيال الفلسطينيين بقدر مايدل على عمق الخلافات بين الأحزاب الرئيسية داخل الكيان الإسرائيلي التي فشلت لأول مرة وخلال عام كامل من تشكيل حكومة إئتلافية بأغلبية واضحة لهذه الجهة أو تلك.

موقف أولمرت هذا يمكن إستثماره فلسطينيا وعربيا لجهة العمل على تعميق الخلافات داخل هذا الكيان الذي  لم يعد موحدا حيال العديد من القضايا ومنها صفقة القرن التي يفترض إنها هدية ثمينة من ترمب وفريقه الحاكم المتعاطف بطريقة فجة مع إسرائيل وعلى رأس هذا الفريق مستشار ترمب وصهره جاريد كوشنير اليهودي.

أعود الى العنوان. آواخر السبعينات قام الرئيس المصري أنور السادات  بزيارته الشهيرة الى إسرائيل. كانت مفاجأة صادمة بالفعل, فأطلق عليها الإعلام العربي المقاوم آنذاك "جبهة الصمود والتصدي" مثلما كانت تسمى "رحلة العار". إنتهت رحلة العار تلك بالتطبيع عبر إتفاقيات كامب ديفيد وبقيت القضية الفلسطينية دون حل. بعد ثلاث سنوات قتل السادات في حادث المنصة الشهير. بعد أكثر من أربعين عاما يحاول رئيس المجلس الإنتقالي في السوادن عبد الفتاح البرهان إخراج بلاده من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. مسعى جيد ومحمود بل وضروري لاسيما أن نظاما شموليا باع كلاما على السوادنيين والعرب والمسلمين طوال ثلاثين عاما نتج عنه تكبيل السودان بكل أنواع القيود.

المفاجأة التي لم يكن يتوقعها حتى نتيناهو نفسه أن يطلب البرهان من أوغدنا التوسط لغسل سجل السودان من الإرهاب عبر تنظيم لقاء ولو خمس دقائق مع نتنياهو حتى يقتنع ترمب أن السودان صار دولة طبيعية وأن الفريق البرهان سيدخل تاريخ "الطشة" من أوسع أبوابه. نعم حصل ذلك لكن من نلوم.. ترمب أم نتياهو أم البرهان أم .. السيدة طنبورة الوحيدة  من بين هؤلاء التي لم تكن تبحث فيما فعلت عن .. الطشة.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك