المقالات

الحب في زمن المظاهرات

1028 2020-02-09

هادي جلو مرعي

 

التظاهرات والمظاهرات تذهب الى المعنى ذاته، ولا تنفصل عنه، ولكنه ثراء اللغة، وبهجتها المونقة.

فالتظاهرة والمظاهرة هي الخروج الى الشارع، أو مكان عام، ويكون المتظاهرون متفقين على نية واحدة، وهم متعاونون ومتعاضدون بغية تحقيق الهدف المنشود الذي تظاهروا من أجله، وربما كان الترف اللغوي سببا في تعدد المعاني، وتجاوزها حدود التعريف والإصطلاح، الى الفلسفة العالية، والبحث عن معان أخرى.

كان قوم يحكمون العراق منذ العام 1920 أي قبل مائة عام، وإستمروا في ذلك حتى العام 2003 وكان الملك وعائلته من أولئك القوم، وكان رئيس الوزراء والوزراء وكبار الضباط والمسؤولين منهم، وكانت المظاهرات مستمرة بلا إنقطاع حتى إنقلاب تموز 1958، وكان المثقفون والصحفيون وأصحاب المهن والطلاب يخرجون الى الشوارع في أوقات مختلفة، وكانت المواجهات عنيفة، وتكررت الإنقلابات العسكرية، وعمليات القتل والسحل، وسميت ساحات بغداد وجسورها بمسميات خرجت من رحم الأحداث والتظاهرات، فالساحات منها (الشهداء والوثبة والتحرير) ومن الجسور (الأحرار والشهداء والجمهورية) وسواها، وكان كبار الضباط يثورون من حين الى آخر، ويقودون الإنقلابات، ويعدمون بوحشية.

بعد عام 2003 بدأ نظام الحكم يتغير، وصار قوم من الناس هم الأقوى في السلطة، ولكن المواطنين الذين يتظاهرون هم من هولاء القوم، بينما كبار الضباط المتذمرين منهم، وغالب النواب والوزراء منهم، وغالب رجال الدين المتصدرين للمشهد منهم، وفي ظل حكم من سبق لم يكن حال العراق جيدا. فمنذ تأسيس الدولة كانت الإنقلابات والتظاهرات والحروب الداخلية والخارجية والحصارات والمنازعات والدكتاتوريات والفساد هي من طبع حياة العراقيين الذين وجدوا بعد 2003 إنهم ليسوا بأحسن حال في ظل الحكم الجديد. فالفساد والمناكفات والحروب الداخلية والنزاعات مع المحيط العربي والإقليمي والإحتلالات والآرهاب كلها عوامل طبعت المشهد العراقي على مدى 16عاما.

لم تسمح الأوضاع السيئة من بناء مؤسسات تمنع تراجع الدولة، مع تمسك البعض بعقد مقارنة بين هذا الزمن وما سبقه، وبين نظام وآخر دون أن يكون من وراء تلك المقارنة فائدة تذكر.

العراقيون بحاجة الى وطن مختلف لا تبنيه الدكتاتورية، ولا الطائفة، بل جيل إنساني متحفز وواع، ويملك القدرة على الفعل والتاثير وصناعة التغيير

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك