المقالات

واحترقت اطراف عبائتي


 

 

طرقت باب قلبي ساعات إقبال ، فاستقبلتها بحرارة  ولم لا ؟ وهي من ننتظرها بفارغ الصبر لتغسل ادران النفس من هول التلوث الذي يعتريها وكم الغفلة الغارقة فيها ، ولم اكن اتوقع ان يكون لهذه الايام قصد اخر وان تكون تهيئة لاستقبال القلب لحدث كبير وثقيل .

في فجر تلك الجمعة اديت ما علي من فروض وتوفقت لقراءة القران وبينما انا استعد للخروج والمشاركة في دعاء الندبة وصلني خبر الشهادة دقائق من الذهول والصمت والتأكد في المواقع هنا وهناك وقطع ذهولي رسائل تعظيم الاجر! لقد استشهدا في ثلة من المؤمنين .

خرجت من الدار والذهول لا زال هو سيد الموقف وتوجهت الى ندبة كان لها لون اخر فالبكاء سبق الدعاء والصوت ضاع وسط ضجيج الاسى بكيت بكاءا بحرارة يوم العاشر من المحرم  وخرجت لاجد نفسي في مرقد مقدس ثم وجدت نفسي في مجالس العزاء ثم وجدتها تشارك في التشييع وتبكي ليلا ً ونهاراً  والسؤال لماذا لا استطيع الاستقرار ؟!! لماذا لاتهدأ هذه الجمرة !

والغريب انني عندما اطلب العون من احد اجد حاله اصعب من حالتي وهو يطلب العون ايضا !!! يالهي اي حدث هذا واي مصيبة .

بإستشهادكما يا سيديّ قد احترق طرف عبائتي وانصهر قلبي .

ها هو الاربعين يقترب وليس له من ملامح اربعين فقد الاحبة شبه فكل مصيبة تبدأ كبيرة وتصغر ولكني لا اجد لهذا القول مصداق في هذه الحادثة وكلما واجهت نفسي وحاصرتها بالاسئلة لا اجد  جوابا ً مقنعا ً.

  فهل هو يا ترى وجع  اهانة امريكا لنا وهي تقتل اخانا بحجر امنا ؟!

     أم هو غصة عدم رعاية حق الضيف في ارضنا ؟!

أم هو لوعة فقد صمامات الامان ؟

ام هو الحب والود والشعور بالامتنان تجاه القائدين ؟

أم هي الانانية في قلوبنا ونحن نخشى خسارة من يحمينا ؟

أم هو الخجل والندم من تقصيرنا تجاههم في دعاء أو في اخراج صدقة لسلامتهم ؟

أم هو اخلاصهم الذي فرض على جفوننا ان ترخى بالدموع ؟

لا اعلم 

كل ما اعرفه انني حزينة جدا وحزني لايمنعني من اداء واجبي غير ان الحدث شكل منعطفا ً كبيرا يصعب فيه ان نستمر في وجهتنا دون ان يكون للحدث اثر بما سيكون .

بعباءة محترقة الاطراف ادخل الصف وادرسّ واوجه واستنهض همما ً بنهوضها تشتد همتي !  ولطالما كنت ارى في الجدار المقابل في كل صف طيفا ً من وجوه الشهداء تستحضره مخيلتي ولكن المؤلم انه ومنذ  ما يقارب اربعون يوما ً انضم لذلك الطيف صورة الشهيد ابو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني  وللان لم استطع ان اعيش لذة الافتخار فالانكسار هو الغالب على مشاعري ولن اهدأ حتى اشهد ثاراً بمستوى وجع الحدث . 

لا تقل لي ان في الجنة زمرداً وياقوت وجنات تجري من تحتها الانهار فيكفي ان يكون فيها اناس انتصروا على هوى انفسهم وعلى الشيطان فتزينت جنان الخلد بهم . 

ربما سر الحزن هو اننا لم نحسم امرنا تجاه انفسنا والشيطان فلا نحن اهل دنيا بامتياز ولا نحن نعد لاخرة كما عد هؤلاء انفسهم لها .

اللهم استنقذنا من انفسنا واعنا عليها بما اعنت المؤمنين والشهداء .

المهندسة بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عاشق الولي
2020-04-11
وكأن الذي تحدثتي به الان قصتي تماما حدث معي كما حدث معك رحم الله الشهداء ورزقنا شفاعتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك