المقالات

هل الارهاب.. شيعي؟!


محمد جواد الميالي

 

 

الإرهاب مصطلح حديث ظهر في الساحة اللغوية، قد لا يتجاوز عمره السبعين عام، لكن أساليبه منذ عهد سيطرة الكنيسة الكاثوليكية بأوروبا، وقتلها معارضيها فكرياً وسياسياً، وتمثيلها بالجثث تحت مسمى حروب العقيدة، التي أستخدمها البابوات بالإيديولوجية الدينية، ليبرروا قتلهم للأطفال وأغتصابهم للنساء بضمير حي.. حسب أعتقادهم!

سكان منطقة الجزيرة العربية، وضعهم مختلف جداً، لأنهم جميعاً تحت سقف دين واحد منذ ١٤٠٠ سنة، وتتجذر فيه طائفتان بالإسلام، لكن بدأت المشكلة العقائدية، التي تولدت بينهما، أولهما من أتبع الطائفة السنية، أسسها الخليفة الثاني عمر، وبين المذهب الشيعي، وهم أتباع الأمام علي (عليه وأله السلام)  فأصبح الحقد دفينا بين بعض اتباعهما، وأسس للعداء ضد الآخر، وأتبع أساليب الإرهاب ضمن الأيديولوجية الدينية، لتحريك الجماهير ضد غريمه.. فمن هو؟

العراق يعتبر مركز التشيع في العالم فضلاً عن الشرق الأوسط، لأنه مركز كل المرجعيات، التي تعتبر الأب الروحي والمصدر الأساس لمذهب أتباع علي..

رغم أن شعبنا متنوع عقائدياً وأقلياً إلا أن الشيعة هم الأكثرية، لكن لم تأتهم فرصة منذ تأسيس الجمهورية إلى سقوط الدكتاتور، ليكون لهم موضع قدم في السلطة.

جيراننا العرب لم يتحركوا ضد الحكم عندما كان تحت الراية البريطانية والخيمة الأمريكية، لكن بدأت بوادر العداء تتضح، عندما أصبح نظام الحكم فيه ديمقراطيا، وسمح بأن تكون مقاليد السلطة شراكة بين الشيعة والسنة، والديمقراطية تعطي إدارة الدولة للأغلبية فيها، عندها بدأ تصدير  الإرهاب "الإسلامي" إلينا بدأ من تنظيم القاعدة إلى داعش، كل هذا بدعم أموال الخليج وبخطب مشايخهم، التي بدأت بإباحة الزنا، تحت عنوان "جهاد النكاح" فعانينا الويلات ليومنا هذا.

قبل تشكيل أول  حكومة في ٢٠٠٥، بدأت نزعة الطائفية، فأباحت الدم العراقي.. يبقى التساؤل من بدأها السنة، الشيعة أم صدرت إلينا من الخليج العربي؟

ستة سنوات نسير في شوارعنا، نتلفت من حولنا خوفاً من أن تنفجر سيارة مفخخة أو أنتحاري خليجي، ويوماً بعد يوم نفقد المئات من أحبائنا.. بين الكرادة في بغداد وشارع الرسول في النجف، الغريب أن هذه الإنفجارات لا تفرق بين طفل أو كبير، بين إمرأة أم شاب، الأهم أنها تحدث في مناطق الشيعة..

عام ٢٠١٤ البائس، توغل فيه داعش عن طريق الموصل والأنبار، وبدأت هتافات ساحاتها "قادمون يا بغداد".. عندها راح أبنائنا للدفاع عن وطنهم من المد متعدد الجنسيات، فكان القائد سعودي، المنفذ شيشاني، والمستضيف عقائدياً عراقي! كل هذا بالمال الإماراتي والتخطيط الأمريكي..

بعد مد وجزر أستمر ٣ سنوات، أستطعنا أن نتخلص من التنظيم الإرهابي، بسواعد أبناء الجنوب، في ظل أننا كنا كالمشهد السينمائي بالنسبة "للعرب" أشقائنا، لكن شاء الرحمن أن ينتصر الحق بفتوى الحق.

كل هذا الإرهاب كان ضحيته عراقي، والخراب لم يفرق بين الطائفتين، لكنه أوغل كثيراً في أبناء الجنوب، العجيب أنه عندما توحدت الكلمة لإخراج القوات الأمريكية, بدأ قادة السنة بالنواح رعباً من بطش الشيعة!

هل أنقذتهم قوات المحتل من إرهاب داعش أم شيعة علي من دحروه؟ من حرر أرضهم، أبناء العم سام أم أبناء الفتوى؟ هل يقابل الإحسان بالإساءة؟ هل الإرهاب شيعي؟!

كل التخريب الحاصل اليوم في تظاهراتنا، وحرفها عن السلمية، هو رداً على قرار الشعب بإخراج جنود واشنطن من العراق، وتخوف قادة الغربية ماهو إلا كذبة، لأن الإرهاب ليس شيعيا.

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك