المقالات

ابيض اسود/ ما بعد علاوي ما قبل الانتخابات!!


مازن صاحب 

 

 

لم يفاجئ الكثير من المراقبين بتكليف الدكتور محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء، لكن المفاجأة عندي تتمثل في مدة التكليف وكثرة الوعود التي تفضل بها رئيس الوزراء المكلف، تلك التي وجهها للشعب العراقي قبل الإعلان الرسمي عن التكليف او الأخرى ما بعد الإعلان عنه، السؤال المطروح: كم يحتاج رئيس الوزراء المكلف لتشكيل حكومته والاعلان عن برنامجها الحكومي في ضوء ما تفضل به في تصريحاته الصحفية؟؟

  لا املك بلورة سحرية تفتح الغاز الاتفاقات التي حصلت بين كتلتي فتح وسائرون وانتهت بتكليف الرجل، لكن واقع الحال في الاستجابة لمطالب تظاهرات ساحات التحرير ان يكون كتاب التكليف واضحا صريحا بفترة انتقالية لمهمة محددة لا تتجاوز التحضير للانتخابات مبكرة، لكن كتاب التكليف المفتوح في نطاقه الزماني لديمومة دورة برلمانية كاملة، ومساقه المنهجي في تصريحات رئيس الوزراء المكلف، تؤكد ان هذه الدورة متواصلة " العطاء " !!

اذا فعلا سيحاول رئيس الوزراء المكلف المضي قدما في محاربة الفساد وتقديم قادة الحكومة العميقة الى القضاء، فضلا عن تقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين ، وكلا الملفين شائكا  وفيه من المداخلات السياسية ما يؤكد ان العمل على اخراج القوات الأجنبية من العراق، يحتاج الى موافقات على الأرض من إقليم كردستان ، وأيضا من الإقليم السني ، طور التأسيس ، وستعود دورة الصراع مرة أخرى الى داخل البرلمان بذات  النموذج الذي أطاح برئيس الوزراء المستقبل عادل عبد المهدي، ما دام من يتحدث عن محور  المعارضة او حتى محور المقاومة للقوات الأجنبية ، يستخدم الغطاء الحكومي  وإمكانات الدولة ، في عمله كمقاومة ضد القوات الامريكية ، او معارضة للحكومة ، فيما لا يستقيم الامر في الأنظمة الديمقراطية البرلمانية ، لاسيما تلك التي  تتعامل  مع نموذج التوافق البرلماني العام ، او ما عرف في العراق بالمحاصصة  .

إذا كان حال رئيس الوزراء المكلف وتصريحاته تمضي بهذا الاتجاه لحصر السلاح بيد الدولة، والمضي قدما في الغاء حكومة مفاسد المحاصصة العميقة، كيف سيكون حاله في تحديد موعد الانتخابات المبكرة؟؟ هل ستكون نهاية العام الجاري مثلا؟؟ سؤال يبحث عن إجابات ضمن الاستنتاجات التالية:

الاستنتاج الأول، ان قيادات كتلتي الفتح وسائرون ستخرج لجمهورها بالكثير من الاعذار الفنية عن قصور مفوضية الانتخابات وعدم تدريب كوادرها على نظام الانتخابات الجديد وفقا لتعديل قانونها والذهاب الى قاعدة التمثيل الفردي، وهذا يحتاج الى تدريب وجهود اممية تضيف النزاهة الانتخابية المفترضة والمطلوبة، وهذا يحتاج الى عام وأكثر من التهيئة والاستعداد!!

الاستنتاج الثاني، الذي بدأت ملامحه تتضح في الصراع داخل مجلس القضاء الأعلى مع المحكمة الاتحادية العليا، حول صلاحياتها الدستورية، مما يحتاج حسم نزاع الكتل البرلمانية في الانتهاء من قانون المحكمة الاتحادية بالأسلوب الذي يمنح السلطة الدينية تمثيلا قضائيا دنيويا، وهو محل اختلاف لم يحسم بعد!!

  الاستنتاج الثالث، احتمالات بروز شخصيات جديدة من داخل الحشد الشعبي والقوات المسلحة، لها طموحات انتخابية، لإدارة الصراع الجديد على الأرض بقوة السلاح، الحالة الأخطر في مناطق الوسط والجنوب، لاسيما وان لعبة الانتخابات ستكون خاضعة لمزاجيات إقليمية ودولية ذات علاقة بملف اخراج القوات الأجنبية من العراق.

  الاستنتاج الرابع، والأكثر خطورة، عودة عصابات داعش للظهور بعمليات جديدة تربك الوضع الأمني، وتجعل أي حديث عن انتخابات مبكرة مجرد هواء في شبك، من سيقوم بهذا العمل ومن سيقوم بتمويله؟

 لكل حادث حديث، حسب نطاق ومساق المصلحة في اثارة ملف عصابات داعش من جديد.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك