المقالات

ستموت بعد تسعة أيام..!

983 2020-02-04

هادي جلو مرعي

 

كان يحرك جسده الثقيل على كرسيه الكبير في مكتبه الفخم، ويتحدث بفلسفة العارفين، منبها إياي، وأنا الموظف الصغير: هذا الكرسي مثل كرسي الحلاق، مهما طال جلوسك عليه لابد أن تقوم عنه. كان يتحدث مزهوا منتشيا، و لم يكن يضع في الحسبان فكرة متى سيقوم عن الكرسي، وكيف سيقوم؟ بمزاجه، أم بفعل قوة قاهرة ترغمه على القيام عنه؟ ودليل ذلك إنه كان يشتم الموظفين، وعلا عليهم وطغى، ولو كان يدرك شيئا من ذلك لما تكبر وتجبر.

لو كان الإنسان يعلم الساعة واللحظة التي تنزع فيها روحه لتصرف بطريقة مختلفة. أحدهم رأى حلما شبهه بالكابوس، إنه في منامه، وقد تسلط عليه كيان غريب لم يألفه، وأطبق على أنفاسه، ووضع كلتي يديه على رقبته، وأخبره إنه سيموت بعد تسعة أيام. حين أفاق كان الرعب يحكمه، وإحتضن أولاده، وتغير مزاجه، وصار أكثر لينا وسهولة، ولم يعد يرفع صوته، لكنه وبعد مضي الأيام التسعة عاد الى ماكان عليه قبل أن يرى مارأى في المنام.

يسالون: لماذا يكون المريض طيبا رقيقا، ومتسامحا، يسأل كل من يزوره أن يغفر له ويسامحه إذا كان تسبب له في مشكلة، أو أساء إليه بقصد، أو بغير قصد؟ وهذا في تكوين الإنسان طبيعي للغاية. فهو شبيه بطريقة حياته التي يبدأ فيها ضعيفا، ثم يتقوى، ويطغى، ثم ينتابه الضعف والهوان، ولايستطيع أن يحكم الأشياء كما كان يحكمها عندما كان قويا، ثم يذهب راغما الى الفناء.

كان أحدهم، ويعمل في مؤسسة، وكان مديره يشفق عليه، فيقول له: عد نفسك أنت المدير، وبمرور الوقت صار يتدخل فيما لايعنيه، وفيما لايعرف، وفيما ليس من شأنه، بل ولايفهمه، لكنه غفل عن مهمته التي كلف بها، وتجاوزها الى ما لايحق له، فأصبح محط نقد وسخرية العاملين معه، لكن المدير لم يتوقف عن الشفقة، بينما غادر هو العمل، وعاد الى ماكان عليه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك