المقالات

حياة طيبة ام معيشة ضنكا , أيهما؟

3094 2020-02-02

مسعود ناجی ادریس

 

الحياة الطيبة تعني الحياة الخالية من أنواع اللوث والظلم والخيانة والعداوة والأسرِوالذلة وانواع القلق وكل ما يحوّل طعم الماء الصافي للحياة في فم الانسان علقماً ويسلبه الهدوء والسكينة . تبعاً للقاعدة فإنََّ نتيجة العيش بشكل ناصح خالً من اللوث يحقق لنا مجتمعاً يسوده الهدوء والأمن , الرفاهية , السلام , الوئام الصداقة والتعاون وكل المفاهيم الانسانية البناءة . النتيجة الاخرى للحياة الخالية من اللوث (الحياة الطيبة) هو امتلاك مجتمع خالٍ من الطغيان والاستكبار والتفرّد والغفلة والجهالة . ومما لا شك فيه فإن قلب من يعيسش حياة طيبة متعلقٌ بالله (سبحانه وتعالى) وحده , فهو لا يريد سوى قربه ولا يقلق سوى من غضبه وانزعاجه . ادار وجهه للدنيا الفانية , فهو يعلم ان المدير والمدبّرالحقيقي لكل الأمور هو الله (سبحانه وتعالى) وكنتيجة لذلك فإنَّ الشيطان وهوى النفس لن يجدى سبيلاً اليه , ولكنَّ السؤال الرئيسي هو انه كيف يمكن الحصول على هذه المدينة الفاضلة ؟ واليوم ونتيجة لضغوط الحياة الآلية , وتحول المجتمعات الى صناعية , فإن الإنسان يمرّ باصعب الظروف المرّة لهذا فكيفية هذا العيش يعتبر سؤالاً رئيسياً وذا أهمية و الكثير من المدارس المادية سعت من اجل ان تجيب على سؤال هذا الانسان المعاصر الضائع فاقترحوا وصفات متعددة ومختلفة وتم تجربتها , ولكننا الى الآن نرى الازدياد المتواصل لمستويات العقل والاضطراب في المجتمعات البشرية . اذا قمنا بمراجعة القران الكريم هذا الكتاب والهادي الحقيقي للبشرية , فأننا سنجد وصفة علاج وحلّ هذا اللغز الصعب والمعّقد في الآية (97) من سورة النحل { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} اذ يصف الله (سبحانه وتعالى) الشرط الوحيد لتحقيق الحياة الطيبة بأنّه العمل الصالح المقترن بالأيمان وقد تعّهد بمنح تلك الحياة الطيبة للنساء والرجال الذين آمنوا وعملوا الصالحات , وسيجعل طعم الحياة حلواً في افواههم , ويقول (عز من قائل) : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة النحل آية (97) .

تجدر الاشارة الى أنّنا في القران الكريم لدينا نوعان من العمل , العمل الحسن والعمل الصالح , واختلافهما جدير بالتأمل فالطلب الجامعي الذي اكمل عملية اختيار الجامعة وبدأ بالحضور في المحاضرات , قد أدّى عملاً حسناً , ولكنّه متى ما بدأ يأخذ الدروس بأنتباه بالغ وأدّى الامتحانات النهائية وحصل على درجات عالية نتيجة لسعيه المتظافر عندها يمكننا ان نقول قد أدّى عملاً صالحاً . الموظف الذي يحضر في محلّ عمله في الموعد المقرر له ويبقى حتى نهاية الوقت الأداري المطلوب فهو قد أدّى عملاً حسناً , ولكنّه متى ما تابع مشاكل الناس والمراجعين ومع المحافظة على الكرامة الانسانية قام ببذل جهده في سبيل اداء الواجبات المناطة اليد وكسب رضا الجمهور عندها نمكننا ان نسمي عمله هذا عملاً صالحاً . الامر كذلك ايضاُ في الصلاة , فأذا أدّى صلاته على مجرد انها تكليف وواجب شرعي فهنا يمكننا اعتبار عمله هذا عملاً حسناً , ولكنه متى ماظهرت آثار الصلاة , أي الابتعاد عن الفحشاء والمنكر في حياة الانسان , عندها يمكننا ان نعتبر عمله هذا عملاً صالحاُ وكما تعلمون فإنَّ الله (سبحانه وتعالى) يرفع العمل الصالح {الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ} فاطر آية (10) . 

في الختام نشير الى هذه الملاحظة المهمّة  فنحن امامنا نوعان من الحياة ويجب علينا عبر استخدام قوّة العقّل والتّدبر أن نختار واحدة منها ونجرّبها ولنتذكّر دائماً بأن من شأن هذا الاختيار أن يحدد مصيرنا , وكما نعلم جميعاً فأنه من غير الممكن اعادة كتابة المصير من جديد . أما هذين النوعين للحياة فيمكننا ملاحظظتهما من الايتين {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} سورة طه آية (123){وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} سورة طه آية (124) فمن يتبع الهداية الالهية فأنه لن يضل في الحياة الدنيا ولن يشقى في الحياة الآخرة , وعلى القاعدة فمن يريد حياة سعيدة ويبحث عن الفلاح والصلاح فأنه سيختار هذا النمط من الحياة . والنمط الثاني هو االذي تذكره الآية (124) من سورة طه اذ يذكر الله (سبحانه وتعالى)  من اعرض عن ذكره وهديه فأن حياتهم الدنيوية تكون ضنكاً عليهم , فهي حياة صعبة للغاية ومتعبة ومظلمة وضيقة , وفي الآخرة سيحشر اعمى . فالتكليف محدد اذاً , ونتائج الاختيار واضحة جداً ومبرهنة , الآن يأتي دورنا نحن لنختار , الحياة الطيبة , ام المعيشة الضنكا , أيهما ؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك