المقالات

الانبار .. الفدرالية أم التقسيم ؟


جواد ابو رغيف aburkeif@yahoo.com

 

أزمة الانبار كشفت بما لا يقبل الشك هشاشة التجربة العراقية التي نعيشها منذ تغيير النظام عام (2003 )!، على الرغم من ولادتها من رحم صناديق الانتخابات ،بسبب  طبيعة الاقتراعات الطائفية التي نتجت من جميع المناسبات الانتخابية التي جرت على مدى السنوات الماضية ، وفشل القوى السياسية في تخفيف الصبغة الطائفية المركزة لنتائج الانتخابات بتقديم كتلة عابرة للطائفية والقومية .

الغريب تصريحات القيادات السنية العربية السياسية والدينية  بدءً من السيد رئيس مجلس النواب(أسامة النجيفي وصالح المطلك مرورا بمفتي الديار رافع الرافعي وأخيرا رجل الدين المعتدل احمد الكبيسي) ، والتي تشير جميعها إلى ترسيخ فكرة عدم التعايش بين الطوائف العراقية.

ترى بماذا نفسر مطالب تلك القيادات مجتمعة دون اتفاق بان الحل يقضي بسحب الجيش من محافظة الانبار؟!الجيش الذي تأخر كثيراً عن ضرب التنظيمات الإرهابية في الرمادي، حتى وصل أعداد المعسكرات في صحراء الرمادي إلى المئات واستعداد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)  لإعلان إقليم الانبار (على لسان النائب المعتقل احمد العلواني في لقاءه على السومرية مع الدكتور نبيل جاسم في مبنى محافظة الانبار).

الجميع يدرك أن العرب السنة تأخروا في الانخراط في العملية السياسية وحرًم علمائهم الانتماء إلى القوى الأمنية ،لذلك من الطبيعي أن يوجد اختلال في توازن القوى الأمنية، وتطفو صبغة طائفة معينة ،ولكن هل هذا يعني أن الجيش العراقي يتحرك طائفياً؟ (مع وجود قيادات عسكرية من العرب السنة بمواقع مفصلية فضلا عن أن وزير الدفاع هو ابن محافظة الانبار سعدون الدليمي )!.

(مازاد في الطنبور نغمة) زيارة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الى واشنطن! وحديثه الطائفي المخيب للآمال (على حد وصف الحضور)!ثم تبعه السيد النجيفي.

صحيح ان الزيارات بروتوكولية ومثبته مسبقاً ،بيد ان برنامج الزيارات تحول من مطالب وطنية تمثل حاجة العراق الى مساعدة الولايات المتحدة في استقرار وتطور البلد إلى مطالب طائفية ضيقة !.

الآن وبعد حصد تلك المواقف، هل يعيد العرب الشيعة حساباتهم ؟ الشيعة الذين دفعوا ضريبة تمسكهم بوحدة العراق وقدموا على مذبح حريته خيرة أبنائهم على يد الدكتاتور السابق وفتاوى التكفير اللاحق،وظلوا متمسكين بوحدة العراق أرضا وشعباً،ويعرف الجميع فتوى المرجعية العليا في النجف الاشرف عندما كثر القتل بالطائفة الشيعية  ( لا تقولوا أخواننا السنة بل قولوا أنفسنا)!.بعد كل هذا تسعى القيادات السنية العربية في عواصم القرار الدولي بالتجني على الطائفة الشيعية الأكثر تضرراً وتصورها بأنها ترفض التعايش السلمي!.

اعتقد أن فشل رؤية أدارة العراق مركزياً على مدى السنوات العشر المنصرمة ،تتطلب أعادة نظر، كون جميع المعطيات تؤكد عدم تحقيق ذلك، بدليل عدم قدرة الجيش العراقي دخول أراضي إقليم كردستان، واليوم يُطالب بالانسحاب من مدينة الرمادي.

أذن نحن أمام خيارين الأول خيار “بايدن” ، وهو التقسيم على أساس طائفي (جمهور للكرد وجمهور للعرب السنة وجمهور للعرب الشيعة )!والثاني النظام الفدرالي الذي كفله الدستور العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك