المقالات

وثيقة تهدي وطن


جواد أبو رغيف   aburkeif@yahoo

 

"18 " صفحة هي محتوى "صفقة القرن" الذي قدم خلالها الرئيس الامريكي "ترامب" قبلة المسلمين و"ثاني الحرمين" هدية للكيان الصهيوني.

المال، وتبادل أراضٍ على أساس يخفّف هاجس إسرائيل "الديمغرافي "ويخلّصها من فلسطينيين داخل حدودها، ودولةٌ مقطّعة الأوصال بلا حدود نهائية ومحاصرة بالسيادة الإسرائيلية؛كل ما قدّمه الرئيس الأميركي في خطّته للفلسطينيين، "حتى يبدو منصفًا"، كما قال، مقابل تصفية قضايا الصراع الجوهرية لصالح الاحتلال: (اللاجئين ـ القدس ـ الحدود ـ الاستيطان).

تطرح الخطّة قضيّة اللاجئين، الذين هجّروا بفعل الحرب الإسرائيلية إبّان النكبة، على أنها باتت اليوم "مشكلة عالميّة"، على اعتبار أن "المجتمع الدولي يكافح من أجل تحصيل التمويل الكافي لمعالجة إشكاليات" 70 مليون لاجئ ونازح في العالم اليوم".

وتنص الوثيقة على أن "حلًّا عادلًا ومنصفًا وواقعيًّا لقضية اللاجئين الفلسطينيين سيحل بالضرورة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، كما تنصّ، توازيًّا، على أن "حلًّا منصفًا للاجئين اليهود ينبغي أن يتم تطبيقه في إطار آلية دولية مناسبة منفصلة عن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي".

انطلاقًا من ذلك، تعتبر الخطة أن "الصراع العربي الإسرائيلي خلق مشكلة لاجئين مشتركة للفلسطينيين واليهود"، ذلك بأن ثمّة "عددًا مشابهًا من اللاجئين اليهود طردوا من الدول العربية بعد وقت قصير من إقامة دولة إسرائيل، وذاقوا معاناة هم أيضاً!.

ومثلما "استقرّ اللاجئون الإسرائيليون وانخرطوا في دولة إسرائيل"، تنصّ الوثيقة على أن "الإخوة العرب يتحمّلون المسؤولية الأخلاقية عن إدماج اللاجئين الفلسطينيين في بلادهم".

العراق من بين الأخوة!،وهو بحسب الوثيقة مطالب،بتوطين "مليون ومئتين ألف" فلسطيني في مدن " الموصل ـ صلاح الدين ـ الانبار" بين هلالين "المثلث السني" ،ولتحقيق ذلك برزت دعوات بعض السياسيين من أبناء تلك المدن إلى أقامة " الإقليم السني" بالتنسيق مع عواصم عربية هي "عرابة" ذلك المشروع.

الواقع السياسي العراقي يشير إلى تناقض المواقف،المكون الشيعي رافض لصفقة القرن،رغم أمكانية تحقيق الربح بحسابات أخوته (المكون العربي السني ـ المكون الكردي)،بمعنى كسب الزمن وخسارة التأريخ،ويخشى أن تلعنه الأجيال القادمة،ويعصب برأسه ضياع القدس،وتمزيق الوطن!.

صراع المواقف هذا يطفو على جمرة القاع الشعبي،فبعض السياسيين الشيعة يميلون الى الخلاص من تلك الأخوة "الهشة" التي اتسمت بالجحود لكل ما يقدمه الأخ الأكبر من تضحيات لوحدة الوطن،بيد أنهم يخشون ردة الفعل الجماهيري والمرجعية الدينية العليا في "النجف الاشرف"،فيما يبدو سياسيي العرب السنة غير مكترثين أو مطمئنين بعدم وجود مثل تلك الهواجس بالأوساط الشعبية من "صفقة القرن"،سيما مع تقديم نموذج الأعمار السريع بـ " مدينة الرمادي الذي سيشكل حافز صمت لمدينتي صلاح الدين والموصل!".

السياسيين الكرد يطلون برأسهم من "التل"،وهم يرقبون نتائج صراع أخوتهم العرب،لبناء مواقفهم،سيما والقضية عربية.

وسط هذا المشهد يحتاج العراقيون بمختلف مشاربهم أن "يستلقوا على ظهورهم" ويسألوا أنفسهم.

(لماذا لم يتنحنح خادم الحرمين وسلطان المسلمين على ضياع ثاني القبلتين؟).

 

ـــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك