المقالات

صفقة القرن بين طموح الصهاينة وخيارات المقاومة

1689 2020-01-30

علي الطويل

 

في احد مؤتمراته الصحفية و تصريحاته المثيرة للجدل ،  قال  الرئيس الامريكي ترمب انه بعد خروجه من الرئاسة الامريكية سيرشح نفسه في الانتخابات الاسرائيلية ، وقوله هذا لم يكن للتندر او السخرية وانما كان تعبيرا دقيقا لاخلاصه لاسرائيل  وتعبير حي على انه اخلص لاسرائيل من  ابناء اسرائيل نفسها و قبل ان يكون امريكيا مخلصا لامريكا ، وسعى لتنفيذ المخططات الصهيونية وسخر كل الطاقات والامكانيات الامريكية لخدمة اسرائيل ،  فمنذ ان فاز  ترمب في الانتخابات الامريكية وهو يسعى بكل جهده لتامين الاوضاع بما ينسجم مع توسع اسرائيل وتحجيم اعدائها وتقوية اصدقائها وزيادة خدامها وخاصة في العالم العربي والاسلامي ،  فكانت اول زياراته الرسمية والتي اثارت لغطا كبيرا لما رافقها من حيثيات ،  وما جناه منها من اموال جراء صفقات لم يحققها كل رؤساء امريكا في كل تاريخ العلاقات العربية الامريكية الا وهي صفقات السلاح والاستثمارات التي جناها ترمب عند اول زيارة له للسعودية والتي حصل فيها على ٥٠٠ مليار دولار  ، ولم يخف ترمب خدمته لاسرائيل ولم يخف كذلك سعيه الجاد لتمييع القضية الفلسطينية ومع ذلك استطاع ان يحصل على دعم السعودية والدول العربية الخليجية كالامارات والبحرين وغيرها ، وقد حاول ترمب بكل جهده تهيئة الاجواء في المنطقة لتقبل صفقة القرن المشؤمة فمنذ اكثر من عام والسياسة الامريكية تضغط وتحرك الاوضاع وادخلت المنطقة كلها في مخاصات عسيرة وخاصة في العراق ولبنان واليمن وسوريا من اجل تمهيد الارضية الازمة لتنفيذ هذه الصفقة ، ولكنها الى الان لم تحقق ماكان يرجى وذلك نتيجة عدم تقبل الشعوب العربية والاسلامية لهذه الصفقة من ناحية ومن ناحية اخرى فان الصفقة ستضر كثير من الدول العربية كالعراق وسوريا والاردن لذلك فان ولادتها اليوم تعتبر عسيرة ومتعثرة ولا يرجى نجاحها مطلقا .

ومن الاعتبارات الاكثر تحديا لهذه الصفقة اضافة هو ان محيط اسرائيل وبين جنباتها اليوم حركات ممانعة للوجود الاسرائيلي بالاساس ، وقد تمرست الحرب وخبرت الحركة السياسية والعسكرية وتزودت بوسائل القوة والمناورة وهي مهيئة ومدعومة شعبيا لمقاومة كل عملية بيع وشراء للارض الفلسطينية او محاولة تمييع القضية الفلسطينية ، يدعمها بذلك رايا عاما عربيا اسلاميا رافضا لتهويد القدس وجعلها عاصمة لدولة اسرائيل وهي فقرة  وردت  في صفقة القرن المشؤمة ، فقد عزز اعلان هذه الصفقة وماحوته من خيارات مخيبة للفلسطينيين والمسلمين بصورة عامة رأي محور المقاومة في تبني سياسة المقاومة العسكرية المناهضة لوجود اسرائيل والساعية لاسترداد الحق عبر العملي العسكري وبعيدا عن المساومات السياسية ،  لان ما اخذته اسرائيل بالقوة لايسترد الا بالقوة وهذا الخيار عندما يتعزز بالدعم الشعبي فانه سيكون خيارا ناجحا وسيحقب ماعجزت عنه مئات الجلسات التفاوضية والنقاشات التي لم تجن سوى خسارت مزيدا من الاراضي لصالح اسرائيل ، كما ان اسرائيل العدوانية لاتعرف الا لغة القوة ففي عقيدة الصهاينة كلما كان العدو ضعيفا كلما ازداد كلما تمادوا في طغيانهم وعدوانهم .

لذلك فلا سبيل اليوم في مواجهة صفقة القرن الا خيار المقاومة ،  وهو مااتفقت عليه معظم الفصائل الفلسطينية وتبنته كخيار لهذه المواجهة وحتى السلطة الفلسطينية التي كانت تسعى (واهمة ) عبر التفاوض لاستحصال الحقوق ، فانها اليوم صارت امام الامر الواقع الذي ادخلها في حرج كبير فلجأت الى تبني خطاب المقاومة الشعبية وحسنا فعلت لان سلاح التفاوض مع اسرائيل ماهو الا كالساعي وراء السراب يحسبه الضمئان ماء . ان صفقة الخزي التي اعلن عنها ترمب سوف لن تمر ولن تتحقق اهدافها وذلك وببساطة تامة ان شعوب المنطقة الان تقف ظهيرا قويا لمحور المقاومة ، وان محور المقاومة اليوم هو اقوى بكثير مما كان علية الامر ايام اتفاقية غزة اريحا ولذلك سوف تخسر اسرائيل الكثير دون ان تحقق مبتغاها وسوف لن تامن على ماحصلت عليه سابقا ، ولن تنفعها اموال السعوديين والخليجيين الداعمين لهذه الصفقة ، ولن تنفع كذلك مساعي ترمب وترتيباته السياسية والعسكرية التي تحاول تهيئة الاجواء لتقبل هذه الصفقة ولانها بالاساس كانت متعثرة ولم تنجح، وستثبت الايام ان النصر لايتحقق الا لاولئك الثابتون على قضيتهم المقاومون للعدوان يساندهم في ذلك شعوب العالم المحبة للخير والسلام وكذلك الشعوب المقاومة للعدوان واذرع المقاومة في كل المنطقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك