المقالات

حين لا نصل ! 

1575 2020-01-23

د . حسين القاصد

 

استيقظت فجر الثلاثاء على ألمٍ شديد جدا ، وصار يتسابق مع الوقت في التصاعد ، حتى خِلت أن صدري سينفجر من شدة الألم ؛ فأخذت أتماسك وتناولت ( حبة) الأسبرين تحسبا من الذبحة او احتشاء عضلة القلب ، لاسيما بعد عودتي للتدخين بافراط .

صار الوقت ينافس السلحفاة بالبطء ، وانا انتظر الصباح كي اذهب الى المستشفى ؛ ولم أخبر أحدا من أسرتي ، إذ ليس من المعقول أن يستيقظوا على قلق يخنق صباحهم ؛ وما أن أسفر الصباح حتى أخبرت اسرتي أني ذاهب الى العمل ، وخرجت إلى الشارع واستوقفت أول ( تكسي) صادفتني وقلت له إلى مستشفى ابن النفيس ، فقال لي : كيف نصل؟ فطريق محمد القاسم مقطوع من منتصفه ، فقلت له أوصلني إلى مكان القطع ، افضل من ان ابقى هنا ، لعل طريقا آخر مفتوحا فأسلكه بعد مسافة مشي على الأقدام .

اتفقنا انا وصاحب التكسي وانطلقنا من حي تونس واتصلت بالأستاذ الدكتور علي محي الشمري مدير مستشفى ابن النفيس واخبرته أني متجه إليه وحالتي سيئة جدا ؛  إلى أن اقتربنا من ( النهضة) فانقطع الطريق ، فنزلت كالتائه وطبل النبض يمزق صدري ، وسرت في شارع كراج النهضة أتوسل السيارات عن طريق مفتوح يوصلني إلى المستشفى ، واقتربت من منتصف النهار من دون أي حل في الأفق ؛ الى أن فكرت باغراء احد اصحاب ( التكتك) واعطيه أجرة تكسي مقابل أن يعبر بي المناطق المقطوعة ، حيث لا يسمح بالمرور منها إلا لأصحاب التكتك ، فاقتنع الشاب وعبر بي كل أماكن القطع إلى أن وصل بي الى القصر الأبيض في شارع النضال ، فقال هذا حدي ، وبقية الطرق مفتوحة ، فاكتريت تكسي ووصلت للمستشفى واستقبلني مدير المستشفى بانسانيته المعروفة وعنايته ، وادخلني الإنعاش وحقنني موسعا للشرايين وبقيت بحدود الساعة اراقب قلق الطبيب فاذا هدأ سأكون بخير حتما ، وبعد ساعة أو أكثر بقليل احسست بالتحسن ، لا سيما بعد أن انفرجت ملامح الدكتور علي الشمري ، الذي ابتسم وقال مرت بسلام ، انتبه لنفسك ، فضحكت ساخرا مني !! كيف انتبه لنفسي وانا لا اعرف كيف أعود للبيت وأي طريق مفتوح! .

شكرته وشكرت جميع الكادر الطبي وخرجت من المستشفى ، لا تقلق عزيزي القارئ ، فلقد وصلت البيت ليلا !! ترى كيف بمن ينزف ؟ وكيف بمن لم تمنحه الحياة مهلة الوصول إلى المستشفى ؟ ولمصلحة من قطع الطرق على الناس؟ وكيف بكبار السن والنساء الحوامل في طرق لا تمر منها سوى ( التكتك) فهل تنقل النساء الحوامل في التكتك ؟ أليس من الوطنية والإنسانية أن نبقي طريقا مفتوحا للناس ؟ شكرا للتكتك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك