المقالات

البلطجة الاميركية والانصياع الاوروبي.. والحق الايراني


ذوالفقار ضاهر

تجلت “البلطجة” الاميركية في ممارسات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب من خلال سلسلة قرارات وتصرفات نفذها في الآونة الاخيرة، منذ ما قبل جريمة اغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما في اعتداء جوي قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.

هذه البلطجة التي اشتهرت بها اميركا ولا تحتاج الى ادلة كثيرة للتأكيد عليها سواء منذ الحرب العالمية الثانية وما ارتكبته من جريمة قصف اليابان بقنبلتين ذريتين انهت بهما الحرب مرتكبة مجازر فظيعة بحق المدنيين الابرياء، وصولا لكل ما ارتكبه الجيش الاميركي من جرائم حرب وارهاب في فيتنام وأفغانستان والعراق واليمن وغيرها الكثير، وانشاء الجماعات الارهابية في سوريا والعراق، والارهاب والحصار الاقتصادي على ايران وعدد من دول غرب اسيا، ناهيك عما فعلته وتفعله الادارة الاميركية من تغطية سياسية لاعتى الدكتاتوريات في العالم منذ عشرات السنين وحتى اليوم في مختلف أنحاء العالم، وبالتأكيد الجريمة الكبرى هي تغطية العدوان الاسرائيلي المستمر على فلسطين وشعبها وصولا للمخطط التآمري عليها والمتمثل بما يسمى “صفقة القرن”.

البلطجة الاميركية الاجدد..

وبالنسبة للبلطجة الاجدد التي تنفذها ادارة ترامب عبر الاعتداء المباشر على سيادة دولة العراق، حيث استهدفت قوات الحشد الشعبي ومن ثم ارتكبت جريمة اغتيال الشهداء المهندس وسليماني ورفاقهما، وبالاضافة الى العدوان على سوريا، تمادت واشنطن في عدوانها على المنطقة عبر فرض المزيد من “العقوبات” الآحادية الجانب على ايران، وتحديها العالم بوجوب الوقوف بوجه طهران لتحميلها مسؤولية عدم تطبيق الاتفاق النووي الذي خرجت منه الادارة الاميركية بقرار واضح وصريح من ترامب، بما يخالف الالتزامات الدولية المفروضة على الولايات المتحدة بموجب هذا الاتفاق وغيره.

واللافت هنا هو ما أعلنه ترامب من تهديد مباشر للدول الاوروبية وبالتحديد بريطانيا والمانيا وفرنسا، فقد هددت إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات من هذه الدول الثلاث إذا لم تتهم رسميا إيران بخرق الاتفاق النووي الموقع، وبالسياق، أعلنت نفس الدول أنها قامت رسميا بتفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يعتبره البعض انه “سعي من هذه الدول إلى اتهام رسمي بحق طهران بخرق بنوده”، وفيما انتقدت إيران تلك الخطوة وهذا امر طبيعي لانه يؤكد انصياع هذه الدول للارادة الاميركية، فقد زعمت هذه الدول انها “تحركت لتفادي حدوث أزمة بشأن الانتشار النووي مما يزيد مواجهة متصاعدة في الشرق الأوسط”.

يوم من أيام الله..

وهذه البلطجة الاميركية الواضحة في العالم، لم يقف أحد بوجهها منذ سنوات طويلة خاصة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ما يؤكد أهمية وقيمة واستراتيجية الضربة الصاروخية البالستية التي وجهتها ايران للاميركيين في قاعدة “عين الاسد” في العراق، وهذا ما قال عنه الامام السيد علي الخامنئي في كلمته في بعد صلاة الجمعة في طهران يوم 17-1-2020 إن “الرد الصاروخي المقتدر للحرس الثوري الذي استهدف القاعدة الأميركية عين الاسد في العراق، لم يكن ضربة عسكرية فقط بل إن الأهم من ذلك أنه كان ضربة لهيبة وسمعة اميركا…”، ووصف يوم دك هذه القاعدة بأنه “يوم من أيام الله”.

وحول الانصياع الاوروبي لبلطجة ترامب وإدارته، قال الامام الخامنئي “هذه الدول الاوروبية الثلاث أصغر من ان تركع الشعب الايراني، هذه الدول الأوروبية لن تكون إلا في خدمة أمريكا ومن أذيالها”، فهذه الدول التي لم تجرؤ على الوقوف بوجه الادارة الاميركية عندما قرر ترامب الخروج الآحادي من الاتفاق النووي نراها اليوم ترفع وتتغنى بشعار “الالتزام بالموجبات القانونية” وما يفرضه الاتفاق النووي من بنود تتعلق بآلية فرض النزاعات، وهي مجرد محاولات لذر الرماد في العيون وحرف الحقائق وتحميل ايران المسؤولية على الرغم من ان الحق واضح وضوح الشمس ولا يحتاج الى تبرير والجميع يعرف من الذي أخلّ بالالتزامات القانونية المقررة بالاتفاق النووي ومن الذي التزم به حتى آخر لحظة.

وكل ما يجري اليوم يؤكد مدى صوابية الحق الايراني بالرد على كل الاعتداءات الاميركية التي تمت في السياسة والاقتصاد ومؤخرا باغتيال الشهيد سليمان ورفاقه، وما يجري يؤكد الحق الايراني بخفض الالتزامات في الاتفاق النووي حتى وصولا الى الغائه طالما ان بقية الاطراف امتنعت عن تنفيذه، ومواصلة رفع قدراتها التكنولوجية والاقتصادية والعلمية المبنية على القدرات النووية السلمية وعلى التطور العلمي، وكذلك تطوير القدرات العسكرية لان ذلك هو السبب الاساسي في الحفاظ على الحقوق في ظل عالم لا يحترم القوانين والالتزامات المفروضة عليه، وكل ذلك ايضا يؤكد على حق الشعوب بالحفاظ على سيادة دولها وحريتها والتحرير من الاحتلال ومن هنا يأتي حق شعوب المنطقة بطرد الاحتلال الاميركي منها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك