المقالات

لعبة الكلام

1388 2020-01-14

هادي جلو مرعي

 

في البدء كانت الكلمة.

وإذ قال ربك للملائكة.

قالوا أتجعل فيها.

قل هو الله أحد.

الناس يتكلمون بطرق مختلفة، وبلغات متعددة. هناك من يدعو لفكرة بعينها، وهناك من يتعلم من الكلام، وهناك من يتسلى به وينادم، وهناك من يتكلم طوال ساعات الليل والنهار، ويسمونه الثرثار.

الكلام لعبة الحياة، ولعبة الكلام هي التي تستهوينا، فنسرح في طلب العيش، والعبادة الحقة والتعلم، وسبق الآخرين، والتفوق عليهم، ونبحث عن المعرفة من وحي الكلمات.

أتابع برنامجا من قناة فضائية يتكلم مقدم البرنامج فيه عن الحق والباطل، ويحاول إثبات أحقية ما يدعو إليه، والزعامة الدينية التي يتبعها، ويراها الحق المؤكد، وتتصل به سيدة، وتطلب منه عدم قذف الزعيم الذي تتبع بألفاظ قاسية. هو يمارس لعبة الكلمات ليقنعها، وهي تمارس ذات اللعبة لتدافع عن أمر تؤمن به.

بهذه الكلمات التي تقال على الهواء، وتسجل وتذاع من الراديو والتلفاز، وبواسطة أشكال من المنشورات والمسموعات والمرئيات يساق الناس الى عبادات وديانات ومذاهب وزعامات لايعتقدون بها حقا بعد تفكير وتمحيص وعن معرفة ودراية، بل لأن غالب الناس يستهويهم قول، وتسلب ألبابهم فكرة، فينساقون وراءها، وقد يتعصبون لها بعد أن ملكت عقولهم.

لعبة الكلام تضلل الناس، ويمارسها الكاتب والشاعر والسياسي ورجل الدين والخطيب المفوه والزعيم المرفه لقوم، أو لعشيرة، أو لطائفة فيحصل على الأتباع والأشياع وأمره على الدوام مطاع.

لعبة الكلام حولت ملايين البشر الى متعصبين، والى مضحين، والى قتلة محترفين، وهم يظنون أنهم يفعلون الصواب، وهم في الحقيقة يقومون بمايمليه عليهم من ضللهم وأوهمهم. وقد تبرأ الشيطان من الذين إتبعوه، وصارت الخطيئة مسؤولية الإنسان الذي سيدفع الثمن وفق قاعدة: القانون لايحمي المغفلين

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك