المقالات

إعترف أنت مواطن متنمر

1203 2020-01-08

هادي جلو مرعي

 

ينادي العراقيون فريقهم الوطني بكرة القدم ( أسود الرافدين ) وهي كناية عن القوة والإقدام، وصار العالم كله يسمي لاعبي العراق بهذه التسمية التي تليق بهم، وهم يقدمون مستويات متقدمة في مباريات كرة قدم في بطولات مختلفة، وإلتصقت التسمية بهم.

ظاهرة التنمر عالمية، وهي تصيب الصغار والكبار وطلاب المدارس، وتأخذ أشكالا مختلفة تتراوح بين التحرش الجنسي والضرب باليد، والألفاظ القاسية التي تصدر من أشخاص نتيجة الشعور بالقوة، ولكنها في الحقيقة تعبر عن عدم توازن نفسي وأخلاقي وتربوي لأن الأسوياء لايكونون بحاجة الى مثل هذا السلوك، وهي أيضا نتيجة لخراب المجتمعات، وضعف الحكومات، والأوضاع الإقتصادية المتردية التي تنعكس على واقع الناس العاديين الذين يفشلون في لجم صغارهم عن ممارسة الأفعال السيئة، والتعدي على الآخرين في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية، وفي الأماكن العامة والشوارع.

التنمر ظاهرة تنتشر في العراق بشكل مثير للقلق، وتحولت الى سلوك يومي يمكن ملاحظته على الأفراد والمجموعات، وعلى شكل ألفاظ قاسية، وتسلط من الصغار على الكبار، ومن فئات إجتماعية على أخرى، ويمكن ملاحظة ذلك في سلوك بعض العشائر، ومجموعات التجار والسياسيين والموظفين والمسؤولين التنفيذيين وطلاب الجامعات والمدارس، حتى بدا واضحا إن العراق اليوم ساحة لممارسة القوة غير القانونية. فلا يمكن التأكيد على دور القانون في البلاد، حيث لايعترف به العام والخاص، ويتجاوزه الناس لتلبية مصالحهم الخاصة، وهناك خروج عن التقاليد المعروفة، سواء كانت تقاليد سلوك، أو تقاليد عمل وعادات وثقافة وعلاقات إجتماعية معروفة.

هناك مشاكل إقتصادية تضرب العراق، ومشاكل أمنية، وخلافات عميقة في السياسة جعلت الكثير من الناس يعيشون في ظروف صعبة ومعقدة للغاية، وعانت فئة الشباب من تلك التداعيات، ولذلك كان طبيعيا أن تجد ظاهرة التنمر وهي تضرب تلك الفئة، وحتى المثقفين من الشبان الذين يفرضون آراءهم وتوجهاتهم بعنف وبقوة، سواء بالكلام، أو الإصرار على الموقف، وحتى بالتجاوز اللفظي والضرب، ويتحول الكبار الى أسرى في عهدة الصغار نتيجة إختلال في التوازن المجتمعي المعتاد الذي يتحول الى الفوضى، وسيطرة فئة على حساب أخرى، ولايكون للقيم المعتادة في التربية والتعليم والأخلاق دور يذكر، بل تتعدد المفاهيم والرؤى، وتختلف التوجهات، ويكون الناس في حال من الضياع.

وهل من ضياع أكبر من هذا؟

ربما هناك ماهو أسوأ في القادم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك