المقالات

معاك أحمد وابو أحمد وأم أحمد وخالة أحمد

1544 2019-12-24

هادي جلو مرعي

 

كعادته متيبس الشفاه في ذلك الصيف العراقي الشرير يخرج أحمد بسيارته الصفراء الفاقعة كبقرة بني أسرائيل الى شوارع بغداد بحثا عن راكب أرهقه الحر ليقله الى مكان ما، كان لا يهتم كثيرا للموبايل فمن عساه أن يتصل به وهو المكبل بالهموم والتحديات والغموم، وبرغم أن له ولدا صغيرا واحدا وزوجة تنتظر الأمل، ووالدة متحفزة بحثا عن فرصة للبكاء، لكنه كان يمازج اليأس بالصبر والتحدي والرغبة.

توقف قرب السوق في بغداد الجديدة ليقضي حاجة تخصه، وفجأة رأى ما يشبه الهاتف تحت ورقة، وبعض النفايات وأخذه بيده، وازال عنه ما علق به، وكان الهاتف يرن بين حين وآخر. فرد على أول متصل ليعرف إنه صاحبه الذي توسله أن يعيده إليه مقابل مبلغ من المال، وشرح له حاجته إليه، ولأنه يحتفظ بأرقام مهمة تتعلق بمصالحه. فما كان من أحمد إلا أن قال: تلفونك عندي، تعال وخذه، وأصر الرجل أن يقدم له الهاتف كهدية، وطلب منه الشريحة التي فيه فقط.

عاد أحمد الى منزله، ووضع شريحة قديمة كانت مرمية في مكان ما من المنزل، ونام على أمل صباح جديد، وحين أفاق كانت البقرة الصفراء تنتظره في الباب، لكنها كانت معطلة، وإحتاج الى مساعدة بعض الأشخاص، قاموا بزقها حتى تحركت، وفي أثناء السير في الطريق رن الهاتف، وقال في سره: من هذا البطران الذي يرن بعد عام ونصف من ترك هذه الشريحة البائسة، لكنه صدم حين رأى على الشاشة رقما دوليا، ورد بسرعة بعد أن توقف جانبا.

إنت أحمد؟

من معي؟

إحنا منظمة الهجرة الدولية إنت أحمد؟

صدم أحمد، ورد بعد أن تذكر إنه قدم طلبا للهجرة الى أمريكا منذ سنة وأكثر: نعم أنا أحمد وأبو أحمد وأم أحمد وخالة أحمد.

هاجر أحمد رفقة الأسرة، بينما ودعته الوالدة بدموع حرى في مطار بغداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك