المقالات

رئيس وزراء يامحسنين..!


حمزة مصطفى

 

ما أحلى السنوات الماضية, كان إختيار رئيس الوزراء الجديد بعد أي إنتخابات برلمانية "نزيهة كلش" آخر همومنا. كنا بدء من زعماء  الخط الأول الى العاشر مرورا بالإحتياط والجالسين على المصاطب الى المواطن  العادي الذي كانوا يصرون  قبل التظاهرات على تسميته "المواطن الكريم" ننام رغدا ونحلم أحلام سعيدة خصوصا ليلة الترشيح. لماذا؟ لأن الموضوع والأمر والشغلة والقضية والقصة مطبوخة حسب المقادير والمقاييس والأوزان والمكاييل. 

رئيس الوزراء كان  إما يطبخ بالتوافق داخل الغرف المغلقة أو يصل "ديلفري" من دول الجوار كقطع غيار مختلفة ويجري تجميعه داخل القبب المختلفة, مرة قبة البرلمان, مرة قبة الرئاسات الثلاث, مرة قبة الزعامات السياسية ومن ثم يعلن إسمه ونعود للنوم مرة أخرى رغدا بإنتظار الطبخة الثانية وهي طبخة الكابينة الحكومية. تلك الطبخة التي إما تتأخر لهذا السبب أو  ذاك أو "تفتر" داخل القبب بإنتظار بعض الترتيبات. وفي كثير من الأحيان تكون الترتيبات معقدة بدليل بقاء بعض الوزارات أسابيع وبعضها شهوروبعضها سنوات ومنها ما يستغرق كامل الدورة النيابية التي هي أربع سنوات تقويمية كما  يقول دستورنا الجامد ولم نجد وزيرا لكذا أو وزيرا لكيت. 

هذه المرة الأمر إختلف تماما والسبب هو الإنتفاضة الجماهيرية الكبرى التي غيرت معظم المعادلات ومن  بينها معادلة إختيار رئيس الوزراء حتى لفترة إنتقالية ربما لبضعة شهور. فلأول مرة منذ 16 عاما يستقيل رئيس الوزراء قبل أن ينهي دورته أو العهدة على الطريقة الجزائرية. العهدة إنتقلت الى الشارع حيث حركة الإحتجاج لا السفارات. الكتل السياسية وإن كانت لاتزال غير مصدقة ماحصل وتتمنى أن تكون كل القصة مجرد كابوس بعد وجبة دسمة على مائدة أحد الزعماء التوافقيين, فإنها بدأت تدرك أن المعادلة قد تغيرت لكنها لاتريد أن تصدق. والدليل القريب جدا هي مسألة البحث عن رئيس وزراء بديل.

المهلة الدستورية إنتهت عمليا ولا أعرف إن كان  سيعلن قبيل نشر أوأثناء نشر هذا المقال إسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء. وإذا أعلن في الربع الساعة الأخير على الأكثر هل سيكون مرشح الكتل السياسية أم مرشح ساحات التظاهر, أم سيكون توافقيا بين الإثنين. الخيارات المطروحة ضيقة جدا والأسماء المتداولة متباينة من حيث القدرات والكفاءات والإنتماءات والتوجهات والخلفيات. ومع أن أحدا لا من الكتل ولا من الساحة أجاب حتى الآن على تساؤل محوري وهو هل أن مهمة رئيس الوزراء القادم سهلة بحيث نبحث عن شخصية تمشي الأمور مثلما نتمناها أم هي مهمة "إنتحارية" مثلما وصفتها في مقال سابق هنا وهو مايستدعي ليس إختيار بل إقناع شخص يقبل أن يكون إنتحاريا؟ 

حتى الآن لاتوجد إجابة على هذا السؤال. فالكتل السياسية ترشح شخصيات قريبة منها أو تلبي مصالحها في حال تم إختيارها وهو مايعني إنها لاتزال تفكر خارج الصندوق مثلما قلت في مقال سابق هنا في "الصباح", بينما لا أحد يعرف حتى الآن التوجهات الحقيقية لساحات التظاهر بدليل أن تداول العديد من الأسماء والصور المرفوعة والتي لايوجد إجماع ولو بنسبة معقولة على بعضها. أما ترشيحات الفيس بوك فقد جعلت العشرات ينامون حالمين بالمنصب الذي لم يكلف بعضهم سوى سيلفي في ساحة التحرير. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك