المقالات

قراءة في تظاهرات آليوم


حسن كريم الراضي

 

من شاهد جمهور العصائب ظهر اليوم سيقف متسائلا كما تسائلت انا اليوم :

اولا كان جمهور غفير غصت به شوارع الكرادة وبمسافة كيلومترات عديدة ولا يمكن لعاقل مقارنته بالجمهور الذي يتجمهر في ساحة التحرير ٠ فمن خرجوا اليوم يفوقون جمهور التحرير بنسب كبيرة.. وقد ارسل هذا الجمهور رسالة مفادها أن للأحزاب أو بعضها جمهور مازال متمسك بها وهو له وزن  وقادر على فرض إرادته على نتائج اي انتخابات سواء اعجبتنا تلك الجهات أو لم تعجبنا ..

 ثانيا : هذا جمهور لجهة واحدة ومنه نستطيع أن نقيس لو أن جمهور الفتح خرج بكل فصائله فكم ستكون أعدادهم ونسبهم في الانتخابات المقبلة وان كل ما يشاع ويعلن من أن رصيد الأحزاب الشيعية تلاشى وانتهى فهو مجرد خيال سياسي لا وجود له بغير مخيلة مقدمي البرامج في الحرة والشرقية ودجلة وأخواتهن ومخيلة الجوكر والبسطاء ...

ثالثا / رغم أن بدايات التظاهرات أنتجت رأيا عاما بفساد الأحزاب ووجوب التخلي عنها للبدء بمسيرة الإصلاح الا ان ما تخلل مشهد التحرير من تسلط عصابات السرقة والقتل الجوكري اشاع في نفوس الناس الخوف من أن من يدعون للإصلاح بحاجة لإصلاح أنفسهم وانهم يسعون للفوضى وإشاعة الرعب والقتل والصلب والجهل وتعطيل الحياة وقطع أرزاق الناس وغلق المدارس وسلب الأمن والتحكم بمصائر الناس وهذا ما لا يقبل به أشد الناقمين على الطبقة السياسية الفاسدة ولا يتطلب اكتشاف ذلك عناءا وجهدا أن تصفحت منصات التواصل فستجد أن أشد المؤججين على التظاهرات قبل شهر تراجع وبات خجلا مما يحدث في ساحة التظاهرات من انتهاكات لقيم المجتمع واعرافه..

رابعا / بعد أن انجلت غبرة الانفعالات بات واضحا للجميع أن مجاميع تعد بالمئات لا يمكن أن تقرر تشكيلة ونوع الحكومة المقبلة وان من الغرابة بل السذاجة أن تنصب إذاعة في ساحة التحرير وتعطي لنفسها الحق في تقرير مصير البلد تتناقل بياناتها قنوات باتت معروفة عمالتها وأهدافها المشبوهة لكل ذي لب.. وان كان ذلك مباحا وجائزا فيمكن للعصائب مثلا أحتلال ساحة الحرية ونصب إذاعة فيها فهم أكثر عددا وأكثر قوة وشكيمة ويبدأون ببث بيانات موقعة باسم الشعب..

خامسا / اثبتت تظاهرات العصائب اليوم أن الجماهير الشيعية عادت لتتمسك باحزابها بعدما رأت أن هنالك مؤامرة تحاك ضد مكونها تتلخص بحرمانها من السلطة يشترك فيها شيعة الانكليز واكراد أمريكا وسنة البزاز الجوكرية الحالمين بعودة البعث ولو بثوب جديد آخر.

سادسا / مسيرة اليوم ستعطي  دفعة لأحزاب السلطة الشيعية للظهور مرة أخرى واستعراض قوتها واوزانها بعدما تمكنت العصائب بالنزول بكل شجاعة وجرأة كسرت حاجز الخوف الذي أصابها.

في النهاية ورغم أن ذلك أطاح بحلم الجوكر ومعهد الحرب والسلام الأميركي وبتمويلات ابن طحنون الذين أنفقوا اموالا  واهدروا وقتا وجهدا دون طائل الا انهم استفزوا المشاعر الطائفية للاغلبية التي ستعود للتخندق الطائفي وان كان تحت راية أحزاب فاسدة بعدما رأت أن الآخرين تمسكوا بفاسديهم وان المنهج الأميركي مدمرا يريد إدخال البلاد في ظلام الفوضى الذي تعيشه سوريا وليبيا واليمن وسيرفع الجميع مضطرا شعار : اصلاح الفاسد خير من الفوضى والخراب.. بعدما رأوا العجب في الشهرين الماضيين وذلك قد يتوافق مع رؤية المرجعية في الإصلاح والمتمحورة حول أن نفس هذه الأحزاب هي من يجب أن تغير نفسها وتنهض بواقعها وتسن قوانين انتخابات عادلة وبمفوضية نزيهة وقوانين عادلة تضمن العدالة في توزيع الثروات والمساوات بالفرص والتعيينات.. وهذه الرؤية الواقعية البديلة عن الفوضى والفراغ السياسي والدستوري المدمر الذي تريده دوائر المخابرات والذي يتم إعداد سيناريوهاته في مطابخ الخليج وقنصليات الغرب وبادوات مشبوهة بدات تكشف هويتها من خلال القتل الممنهج الذي مورس مؤخرا.. والواقع أن الأحزاب ستعود بايدلوجيات جديدة وحذر شديد وعقليات أكثر احتراما لجمهورها وللشعب الذي عانى كثيرا من فسادها فالشعب بات مقتنعا بالترميم وإصلاح الواقع بعدما وجد أن الشلع قلع هو خدعة لخلع أناس وتثبيت آخرين أو للسير بالبلاد إلى المجهول الذي باتت إسرائيل والغرب تكشف عنه ببلاهة ظناً منها أن الهدف تحقق والأمر انتهى غافلة أو متجاهلة وعي هذا الشعب باغلبيته الصامته الصابرة وحنكة الساكن في الزقاق القديم في النجف..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك