المقالات

استقالة عبدالمهدي انفراج ام بداية أزمة!

1274 2019-12-12

 أحمد كامل عودة   يظن الكثير إن بإستقالة حكومة عادل عبدالمهدي قد انفرجت الكثير من الأمور ، وبداية لتحقيق مطالب المتظاهرين وتلبيتها، لكن يبدو الأمر على العكس تماما، ففي ذلك الوقت بالتحديد قد زاد من الوضع تأزما لتزداد معها الأزمات تطورا واتساعا، حيث عانت الحكومة قبل تشكيلها مخاضا عسيرا وصراعا دام لاسابيع بين الكتل الفائزة بالبرلمان من أجل كسب مقعد رئاسة الوزراء، وتنازعت الكتل الفائزة حول لمن الحق في اختيار رئيس الوزراء، وبعد أن منح ذلك للكتلة الأكبر في البرلمان دخلوا في مطب آخر وهو ، من هو الذي سيكون رئيسا للوزراء. واستمر التباحث الطويل من أجل إقناع بقية الكتل بالتصويت على الشخص الذي سيستلم المنصب ، ووقع الإختيار على عادل عبدالمهدي بسبب استقلاله وابتعاده عن العملية السياسية حيث لاقى بعض المقبولية لدى البرلمان، وما ان وضع عبدالمهدي قدمه في رئاسة الوزراء حتى تزايدت الصراعات هنا وهناك حول شغل مقاعد الوزراء ، وبقيت وزارتا الدفاع والداخلية تداران بالوكالة لمدة شهور من استلام عبد المهدي لحكومته والسبب هو التنافس الحزبي داخل قبة البرلمان. وما ان اشتعل الشارع بالتظاهرات المطالبة بتنفيذ متطلبات الحياة للعراقيين، والتي عانوا من انعدامها منذ ١٦ عاما ، وحملوا حكومة عبد المهدي التهاون مع الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، وانعدام الخدمات وعدم توفر فرص العمل ، وازدياد حالات الفقر في العراق، وارتفعت المطالب لتشمل تغيير النظام برمته وتغيير الدستور وكذلك النظام الانتخابي، وتطورت التظاهرات وازدادت الأمور سوءا وسقط عشرات الشهداء والاف الجرحى، وتزايد معها اصرار المتظاهرين على عدم العودة إلى منازلهم حتى تحقيق كل مطالبهم مهما كلفهم الامر من تضحيات، ووصل التأزم إلى نقطة خطرة قد تطيح البلد بمنزلق خطير ، مما دفع حكومة عبد المهدي إلى تقديم استقالتها فأستبشر الكثير بذلك الخبر وتوقعوا بدأ انحلال العقدة الأولى للازمة لكن الأمر غير ذلك ز فقد دخل طرف جديد وقوي بالوقت ذاته في اختيار الحكومة الجديدة ، وان عدم قناعة ذلك الطرف بأختيار الشخصية المتفق عليها في البرلمان لايمكن أن تتسلم مهامها دون موافقته وهذا الطرف هو المتظاهرين، بالإضافة إلى ذلك فهل سيتفق المتظاهرون على شخصية معينة لإنقاذهم من الازمات وتحقيق مطالبهم، وهل سيتفق البرلمان على شخصية يختاره المتظاهرون والذي قد يطيح بهم واحدا تلو الآخر عند استلام منصبه وبدعم من المتظاهرين خصوصا وان المتظاهرين يرغبون بأختيار شخصية لها مواصفات معينة اهما استقلاليته وعدم تحزبه وكفاءته وقوته باتخاذ القرارات الصارمة ضد الفاسدين، بالإضافة إلى وجوب سماع متطلبات الشارع وما يمليه عليه. ان استقالة عبدالمهدي في ذلك الوقت ودون الوقوف مع المتظاهرين ومحاسبة الفاسدين ازدادت من الأمور تعقيدا، فإن اختيار الحكومة القادمة بين طرفين متخاصمين لايمكن أن ينتهي بأتفاق يسير بين البرلمان والمتظاهرين مالم يعمل البرلمان على التنازل عن بعض المكتسبات وتحقيق ارادة الشارع المدعوم من مرجعية النجف والتأييد القادم لهم من الأمم المتحدة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك