المقالات

لا زلنا نجاهد حتى ظهور القائد

1782 2019-12-11

عمار الجادر

 

خمس سنوات مضت ، حتى اعتدنا على القتال بمفردنا، وكأننا ننزف ماء بدل الدماء، ولم تستفق عقول نخرة من حثالة الثقافة القومية، وكأن ذاك الشهيد الذي قضى دفاعا عن حرمة وطنه، تاركا خلفه عائلة تقطن في شبه سكن، كأنه مرتزق مات من اجل المال لا عقيدة ثابتة، ولخالقه يشكو جفوة الاهل والاصدقاء.

قد تكون مقدمتي قاسية بعض الشيء، لكن قساوة القلوب يجب ان تواجه بقساوة الصدمة، فهي نفس الافواه التي نعتت من جاهد بنفسه لاجل ان تبقى تلك الافواه تنعق عليه وتنعته بالسارق للثلاجة، وسارق الابقار، وهو يخوض اشرس المعارك في فلوجة الغدر والخيانة، وفي جرف الشياطين الذي اصبح جرف النصر، وعلى مرأى الناظر يذبح حشدنا بسكين الغادر، ولكني اعرف روحه فقد مسحت دمعتي عليه ذات يوم، وقالت: لم تؤلمني سكينة الاعداء، بل تحز نحري كل يوم كلمة الخيانة التي تطلق علي، واحمد ربي على ذبحي بيد الغرباء، ولم اسحل ويمثل بي كما فعل بوسام العلياوي، او اقطع بالسكاكين كما فعل بالشهيد احمد المهنة، قلت: لا هذه ليست افعال ابنائنا، قال: اصمت لاني حاولت ان اصبر جرحي بهذا الكلام، لكن تأتيني الحقيقة كل ثانية وهم يمزقون صورتي، وينعتون ولدي بالذيل.

خمس سنوات وفي ظل الحشد نحن ننعم، واعراضنا مستورة ولم تسبى، ولكن تأبى علينا غيرتنا ان نرى رتقنا يفتق، والعرض الذي يكون اغلى ما نملك يعرض للبيع والنخاسة الفكرية، ودم يقال له شهيد وهو انجس دم امتزج بالخمور والفجور، بينما دم صاحب العقيدة يقال له ذيل! صور العاهرات ترفع وصور الابطال تحرق وتمزق، من يتكلم بالدين والعفة والشرف، يقال له اخرجوهم انهم قوم يتطهرون، ولا زلنا نجاهد.

نجاهد من يخرسنا لقول الحق، ونجاهد الجهل الذي عشعش في بيوتنا، ونجاهد لاجل ما بقي من عقيدة اختلطت في عقول الاجيال، لم نجاهد ضد من قال حق، لكن نجاهد من قال كلمة حق يراد بها باطل، نجاهد لاجل عقيدة في يوم سابق رفعت ضدها الصحف على الرماح، نجاهد لعقيدة نحن نؤمن بها، فليعتبرها الاخر انها فاسدة وليحترم عقيدتنا، لم تحز الرقاب سكين البغي، بل حزت انفاسنا سكين اخوتنا منا، فأي هدية تلك التي قدمناها لمن ضحوا بأنفسهم لاجل ان نحيا بهداهم؟! ومن هو الوطني ومن هو الخائن؟!

سنبقى نجاهد في سبيل ان نحيا شرفاء، في سبيل ابنائنا الذين لا ذنب لهم سوى ان اهلهم اناس يتطهرون، سنجاهد لاجل الطهر في ارض سالت عليها دماء الطاهرين، وسنبقى الحسين ويموت الباغي ابن الباغين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك