المقالات

السيد السيستاني درع العراق ضد مؤامرات الأعداء وأدواتهم!


 

نجاح بيعي

 

السيد السيستاني في بيانه الأخير يوم الجمعة 29/11/2019م إنما كشف عن مؤامرة كبيرة جدا ً تحاك ضد العراق وشعبه. قُطبيّ تلك المؤامرة إثنان هما:

1ـ (إعداء) وليس عدو واحد

2ـ (أدوات) وليس أداة واحدة

وإطلاق عبارة (الأعداء وأدواتهم) ينطبق مرة أن يكونوا هؤلاء الأعداء وأدواتهم من (داخل) العراق ويخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة. كأن يكونوا أحزاب سياسية, أو جهات نفعية تعمل لتأمين مصالحها, أو مجاميع مسلحة خارجة عن القانون, أو أن يكونوا مجاميع دينية موتورة ومقموعة ومعروفة بإنحرافها, أو مجاميع يتيمة من بقايا رجالات النظام الديكتاتوري البائد وحزبه الموتور, وجُل هؤلاء يتخذون من الدولة غطاء ً لها تستر به. ومرة أن يكونوا هؤلاء الأعداء وأدواتهم من (خارج) العراق ويخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة. والأمر لا يعدو دولا ً إقليمية وعالمية  متورطة بهذه المؤامرة.

وكان السيد السيستاني قد ألمح إلى أهداف تلك المؤامرة وسماها (خبيثة) لمدى خطورتها الكبيرة المدمرة وأوجزها بـ:

1ـ نشر الفوضى

2ـ والخراب

3ـ والانجرار الى الإقتتال الداخلي

4ـ ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة

والسيد السيستاني (دام ظله) هنا لم يذكر أسماء (الأعداء) ولا أسماء (أدواتهم) لا من  الداخل ولا من الخارج لسبب بسيط جدا ًهو لعلمه وإدراكه بأن العالم اليوم لا يُدار إلا بالمؤامرات فضلا ً على الداخل العراقي. وهو لم تُعنيه البتة أسماء المتآمرين هنا وهناك بقدر ما يعنيه سحب البساط من تحت أقدام الأعداء وأدواتهم وتعرية خططهم الجهنمية وكشف مؤامراتهم الخبيثة, تأمينا ً للمصلحة العليا للعراق وحفاظا ً على الأرض والعرض والمقدسات للشعب العراقي.

أما رد هذا المُخطط الخبيث وإفشاله وتفويت الفرصة عليهم جميعا ً لا يتم إلا بعدة خطوات تضمنها البيان مثل:

1ـ أن يتعاون الجميع في ذلك. وعبارة (الجميع) هنا, تشمل جميع مكونات الشعب العراقي بكل أعراقه وطوائفه ومذاهبه.

2ـ التأكيد على حرمة الإعتداء على المتظاهرين السلميين

3ـ التأكيد على رعاية حرمة الأموال العامة والخاصة وأن لا تترك عرضة لإعتداءات المندسين وأضرابهم.

4ـ أن يجري التمييز بين صفوف المتظاهرين السلميين بعزل غير السلميين.

5ـ  أن يتم طرد المخربين أياً كانوا وأن لا يسمحوا لهم باستغلال التظاهرات السلمية .

6ـ على مجلس النواب إعادة النظر في خياراته بعد أن أثبتت الحكومة عجزها بما يحفظ الحقوق ويحقن الدماء في هذا الظرف العصيب. وأن يتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء ابنائه، وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب.

7ـ مجلس النواب مدعوّ الى الإسراع في إقرار قانوني الإنتخابات ومفوضيتها بما يكون مرضياً للشعب تمهيداً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر نتائجها بصدق عن إرادة الشعب العراقي.

8ـ الإبتعاد عن التسويف والمماطلة في سلوك مسار سن التشريعات الإنتخابية. لأن تلك التشريعات الإنتخابية هي المدخل المناسب لتجاوز الأزمة الراهنة بطريقة سلمية وحضارية تحت سقف الدستور. وإلا سيندم عليه الجميع وسيكلّف البلاد ثمناً باهضاً .

أما الضمانة الحقيقة في إفشال هذا المخطط التآمري في العراق هي المرجعية الدينية العليا وليس هناك غيرها. لما تمتلكه من مقومات قوية كونها تشغل مقام النيابة عن المعصوم (عج) وتملكها قلوب المؤمنين في العراق وخارجه وتحليها بالصبر والبصيرة والدراية والحكمة. ولذلك بيّنت الخطوط العامة لتلك الضمانة منها:

1ـ أنها ستبقى سنداً للشعب العراقي.

2ـ وأن ليس لها إلا النصح والإرشاد الى ما ترى انه في مصلحة الشعب.

3ـ ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي انه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه.

والنقطة (2) تبين بأن نصحها وإرشادها يتعدى الأمور الدينية والدنيوية للفرد. وتلمح إلى أنها تواكب وتراقب الأحداث السياسية التي تجري في البلد فضلاً عن العالم, وتعلم بأدق تفاصيل الأمور, وأنها تتدخل عندما يكون هناك موجب لتدخلها بما يضمن مصلحة الشعب العراقي.

كما كان نصحها وإرشادها حينما تدخلت وحلّت أزمة كتابة الدستور بأيدي عراقية عام 2006م.

كما كان نصحها وإرشادها حينما تدخلت وحلّت أزمة الإستفتاء على الدستور ومن بعدها الإنتخابات,

كما كان نصحها وإرشادها حينما تدخلت وحلّت أزمة النجف عام 2004م.

 وكما كان نصحها وإرشادها حينما تدخلت وحلّت أزمة رئاسة الوزراء عام 2014م. وكما كان نصحها وإرشادها حينما تدخلت وأصدرت فتوى الدفاع المقدسة حينما استباحت عصابات داعش ثلثيّ العراق عام 2014م. والأمثلة كثيرة جدا ً.

فالسيد السيستاني ضمانة العراق ودرعه الحامي ضد مؤامرات الأعداء وأدواتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك