المقالات

غربان الجهل تريد وطن!

2016 2019-11-30

عمار الجادر

 

في احدى القرى المتعلمة، كان مكان التعليم فيها يدعى كتابا، كان اهل القرية يتبارون في حث الابناء على الدراسة، وكان كبير القرية يوصي بأن لايكون في قريته طفلا لا يذهب للدراسة، وفي يوم دخل هذه القرية مجموعة من الجهلة، توددوا لأهل القرية، وبدئوا يبثون الفرقة بينهم وبين حكيمهم، بحجة ان كتابهم الذي يذهبون له من طين ولا يليق بهم، حتى دار الزمان وقتلوا الحكيم واستولى الجهال على القرية فلم يعد هناك حتى كتاب الطين.

نحن في القرن الحادي والعشرين، حيث تتبارز الشعوب بعلمها، واخر من يتأثر بالتغير السياسي هو عصب التعليم، معتمدين على مقولة : (( اذا مات العلم مات المجتمع))، وجميع ثورات العالم تقاس بمدى احترامها للتدريس، حيث تجد المعلم قائدا لا مقاد، يدرس طلابه على حب الوطن في الصباح، ويناضل لكي يؤمن لطلابه مستقبل واعد، لذا تحاول الحكومة الفاسدة ان تغلق المدارس كي تضيق الخناق على انتشار الثورة، فيلتقون بطلابهم في البيوت لكي يوصلوا المادة التعليمية لهم، هذا طبعا في ثورة حمائم السلام التي تريد النور لا الظلام، ولكن! في بلدي كان عكس هذا الكلام، فهل هي ثورة للجهل والظلام؟!

حقيقة الامر ان بواسل شعبي ليسوا ثوارا للجهل، بل هم ثوار للحق والنور، فمن ذلك الذي اثر على ثورتهم وهيمن على عقولهم؟!

ان المطالبة بالحقوق اسمى غاية النبل والثقافة، لكن عندما تتخلل تلك المجاميع غربان تنعق بالحقد والشر والتجهيل، فهذا ليس شعبي الذي يقود الثورات، عندما يكون الاستاذ خلف راية طالب له فهذا ليس استاذي، ولا زال الرجل الحكيم يقول : لا للجهل لا للحرق لا للتخريب.

كسرتم شوكة الحشد الذي حماكم ولا حامي لكم غيره، لانه ولد من رحم محنتكم، فمن الذي اقنعكم ان من عانق دمه ترابكم وهو ابنكم واخوكم هو ذيل تابع؟! من الذي اقنعكم ان بغلق المدارس وفي الجنوب فقط هو قمة الوطنية، من الذي اقنعكم ان الحرق والتخريب هو بداية البناء لوطن جديد؟!

ايها السادة تلك غربان الجهل التي سترونها تنعق في التعليق على مقالي هذا، والتهم حاضرة لديهم (( ذيل، عميل، حزبي، وغيرها))، وانا ابن الوطن بل انا هو الوطن الذي يبحث عنه الغربان، كل فرد فيكم وطن، فعن اي وطن يبحث هؤلاء الغربان؟! عن وطن يقتلون فيه عقلكم وحكيمكم، يبحثون عن وطن لهم في مطالبكم بحقكم، يبحثون عن وطن يكونون هم السادة فيه، كي لا ينظر لهم بتشاؤم، فدائما صاحب النقص لا يبحث عن متمم المجتمع، بل يبحث عن انقاص المجتمع لكي يكون هو القائد الكامل له.

غربان الجهل عشعشت على كتاتيب ابنائنا الطينية، ومع الاسف هناك من يقول انها تبحث عن وطن، فليت شعري اي وطن جاهل هذا؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك