المقالات

أكل الآباء أعناباً لم تنضج  

2294 2019-11-18

حميد الموسوي

 

من جملة ما سمعناه من اهلنا وما اكثر الذي سمعناه ولم نكتثرت له، وما اكثر الذي لم يعجبنا سماعه. وما اكثر ما اضعنا.

قالوا:” من رأى مصائب الاخرين هانت عليه مصيبته” ويبدو ان مصائبنا كعراقيين قد فاقت التصور واصبحت تحتاج لمصطلح جديد وصار من الانسب القول: “من رأى مصائب العراقيين هانت عليه مصائب الدهر”وكأننا على موعد من النوائب بل هامت بنا عشقاً وشغفناها حباً فلا يهدأ لها جفن ولا يرتاح لها بال إلا اذا حطت بين ظهرانينا فما ان نخرج من ازمة حتى نجد اختها الادهى والافضع قد تهيأت لتتلقفنا بشغف.

ملامح اليأس والقنوط والاحباط والتشاؤم ترتسم محفورة بعناية على الوجوه المتعبة والعيون التي طاف بها الجهد والسهد لكل من نلتقي بهم ومن نصبحهم ونمسيهم. عبارات التصبّر؛ وسوف؛ وان شاء الله؛ ولعلّ؛ و”بيها صالح؛ وعسى؛ و بلكي” بتنا نخجل منها ونحن نعلل الاولاد والنسوان بها فنلجأ للهروب من انفسنا وممن نعدهم ونمنيهم وتضيق بنا السبل.

واوجع ما يدمي القلب؛ ويحزن النفس: ان اسمع من يقول يائساً ليت الذي جرى ماجرى! وقد سمعت، ولا والله يجب ان يجري من سنين وسنين! ولكن بغير هذه الصورة وباعشار اعشار هذا الثمن الخرافي! ترى هل هنالك علاقة بين ما يجري وبين “اكل الاباء اعناباً لم تنضج فضرست اسنان الابناء”؟!.

أم كيفما تكونوا يول عليكم؟!.

أم ماذا؟.

قد أجد عند صديق العمر “ابو حارث” تفسيراً مقنعاً ومتنفساً مؤقتاً فقد هوّنت عليّ مصيبتي في ذلك الشهر مصيبته الامرّ والادهى ؛اذ قُتل ابنه ذو السابعة عشرة من عمره حين شبت النار في عجلة ال ( تك تك ) اثناء مشاركته في تظاهرات ساحة التحرير.

(حارث) كان يعيل والديه واخوته من خلال عمله بأجور يومية كسائق (تك تك) تعود لأحد أصدقاء والده في مدينة الثورة وقد ذهب للعمل في ساحة التحرير بترغيب واغراء بعض اصدقائه ودون علم اهله ودون موافقة مالك (التك تك).

أصدقاء (ابو حارث) وجيرانه جمعوا مبلغ (التك تك)وسلموه لمالكها ؛الرجل تنازل عن حقه وطلب منهم مرافقته الى بيت (ابي حارث

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك