المقالات

"لجنة الخبراء" والطريق الى ضمان مستقبل العراق


محمود الهاشمي

 

ايها السادة المسؤولون، ايتها الاحزاب الحاكمة، اذا كنتم قد عجزتم عن ادارة الدولة على مدى السنوات الفائتة، فكيف لكم ان تديروا "ساحة التظاهرات"؟...

الساحة ملأى (بالتناقضات) وليس هنالك من جهة تدعي انها تقود، وحين تدخلها ليس هنالك من يسألك "من انت" و"من تكون" حيث هي اشبه بالسوق المفتوح، والاجتهادات على قدم وساق ما بين شاتم ولائم وشامت ..الخ.

لكن جوهر "التظاهرة" واحد هو "مطالب شعب" ..واذا اسلمنا ان هذه "المطالب" عجزت عن تلبيتها الكتل السياسية الحاكمة واصبحت جميعها في "دائرة الاتهام" فان الواجب قبول مجلس، من خارجكم ، هذا المجلس الذي طالما طالبت به المرجعية الرشيدة من المفروض ان يضم "الخبراء والحكماء واصحاب الرأي" وفي مختلف الاختصاصات قد يصل تعداده الى ما يتجاوز المائة واكثر، هؤلاء ما جاؤوا ليسألوا عن راتب ولا امتيازات ولا حصانات ولا وجاهة، فمن يرقى الى مستوى "خبير" لا يحتاج الى كل هذه "المسميات، " هؤلاء "الخبراء" من المفروض ان يستمع لهم الجميع، اعني السياسي الذي فشل في اداء واجبه ، وكذلك المتظاهر الذي خرج للمطالبة بحقوقه، وأرى من الواجب لهؤلاء "الخبراء" ان يسجلوا اهم ملاحظاتهمم  ويضعوا "خارطة الطريق" للعملية السياسية ، سواء لمجلس النواب او للحكومة او لآليات الانتخاب بما يضمن سلامة الوطن اولاً والحفاظ على مؤسسات الدولة، ولا شك ان من فشل في واجبه سواء كان سياسياً او مسؤولاً حكومياً لا يحق له ان يضع قدمه على هذا الطريق .

مجلس الخبراء سيكون صوتاً للشعب وضامناً لمستقبل البلد وتطلعاته، حيث يضم عناصر لها من الخبرة والقدرة في مجال السياسية والاقتصاد والعلوم الاخرى، ولم تك يدها ملوثة بمال سحت او هنةِ هنا او هناك ..هؤلاء "الخبراء" لايستمعون الى المتظاهرين فقط من جميع الفئات الذين لديهم الحرص على وطنهم من مفكرين ومحللين وسياسيين ورؤساء مراكز دراسات ورجال دين وشيوخ عشائر الخ...

ان بقاء "المتظاهر" يهتف دون "هدي" لايصب في مصلحة الجميع حيث تكثر الاجتهادات وتتعطل المصالح ونذهب الى "الفوضى" ، في نفس الوقت فان "التظاهرة" ستبقى ذخيرة المرجعية وذخيرة "لجنة الخبراء" في وجه كل من يحيد عن الطريق.

ان اهم ما نحتاجه، في المرحلة الراهنة، هو "الصبر" فلا يظن احد منا ، ان الحلول ستاتي "سحرية"، مثلما نطالب محاسبة "الفاسدين" ومن اي كان ، وان يقفوا امام القضاء لمحاسبتهم ونيل جزائهم ...

نحن نعلم ان التحديات ستواجه اللجنة واولها "طبقة السياسيين" لانهم سيكونون "خارج المعادلة"، كما سنشهد تحديات الداخل حيث البعض يرغب ان يبقى سيد الشارع، وهو من يقرر هذا وذاك، وهذه "الامور" محسوبة لدى " لجنة الخبراء" ..كما سنجد تحديات خارجية تحاول صناعة مستقبل العراق وفق اهوائها وذلك قد حذرت منه المرجعية في رفضها التدخل "الاقليمي والعالمي" ...في ذات الوقت نحن بحاجة الى "اعلام مسؤول" لمواكبة عمل اللجنة ودعمها، وان نحاسب (الاعلام المضاد) الذي لايريد الخير للعراق، وقد سخر ادواته لاشاعة الفوضى واعادة عقارب الساعة الى الخلف...باعتقادي ان "لجنة الخبراء" قد اعدت اوراقاً كثيرة فيما يخص عمل مجلس النواب والحكومة والقضاء، ومنهاج ومواقيت، كذلك اهتمت بالانتخابات واللجنة المشرفة وآلياتها ونسبها، ولم تترك مطلباً الا وثبتته، واظن ان "الاستماع" الى آراء المتظاهرين سيضيف الكثير ايضاً.

جميع الاسماء حسب علمي هي محط تقدير واحترام وهي "فرصة" للاستفادة من "حكمة الحكماء" وفي ظروف الشدة، تميل الامم الى حكمائها فهم كنز الامة وعنوان مستقبلها، ويروى ان احد ابناء الملوك دخل على والده وهو يدير شؤون المملكة فوجد مجلسه مليء بالفلاسفة والعلماء والمفكرين والادباء والحكماء..وحين انفض المجلس سال والده: ابتي كيف لك ان تدير شؤون الرعية وانت وسط هؤلاء؟ فرد الملك على ولده بغضب قائلاً: ويحك اذا ما آل الامر لك وجلست على عرش هذا فاملأ مجلسك منهم فان في رضاهم رضا للرعية.

السؤال الاخير الذي ربما يشغل بال المواطن من هم هؤلاء الخبراء؟، اقول ليطمأن الشعب ان الحرص القيمي والوطني كان حاضراً في الاختيار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مجيد حجي : قناة الايام من قنوات الحديثة وجميلة في العصر المعاصر يستهدف الى معرفة ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يلقي محاضرات دينية من على شاشة قناة الايام الفضائية
مصطفى عبد الحسين : اتقدم بشكوى ضد زين العراق وذلك لسوء الخدمات المقدمة و استغلال الزبائن بالعروض المعلنه واطالب بالتعويض المالي ...
الموضوع :
هيئة الاتصالات تخصص رقماً للمشتركين للشكوى على شركات الهواتف
ابو علي الحمداني : اللة يلع ن اسرائيل دوما وابدا ...
الموضوع :
حزب الله يعلن استشهاد "عباس محمد رعد" نجل رئيس كتلة الوفاء
ضياء عبد الرضا طاهر : نعم مسرور ابعاد الحلبوسي كان خاطئا حسب الدستور العراقي وانا ارشح السفيره الامريكيه أو السفير البريطاني بمنصب ...
الموضوع :
مسرور بارزاني يدافع عن المزور والمطبع : توقيت عزل الحلبوسي من منصبه كان خاطئا ويدعو الى عدم مساندة فلسطين
د. محمد سامى : تشرفت بالخدمة الطبية لأهالى قرية الهدام بالوحدة الصحية بها منذ ٤١ عاما كطبيب عام ، ودعانى الشوق ...
الموضوع :
المباشرة بانشاء مركز صحي في ميسان
ابو عباس : ها اشو طلع سلاح وملشيات صدعتو روسنا الشيعه عدهم ملشيات وسلاح منفلت طلعه الشمس على الحرامي ...
الموضوع :
الانبار.. تحذيرات من تفشي ظاهرة السلاح المنفلت خلال تظاهرات انصار الحلبوسي
ابو عباس : لعنت الله عليم وعلى العلام المجور من الغرب والعراب للهم انتقم من امريكا والكيان الصهيوني ...
الموضوع :
تلفزيون فلسطين: الجيش الإسرائيلي يتباهى بمساعدة مسن في غزة ثم يعدمه رميا بالرصاص
uutr##$%^& : تحالف العزم يضم قيادات كانت ضمن الشخصيات التي اثارت موجة الفتن التي دارت عام 2013 وانتهت بدخول ...
الموضوع :
العزم الأوفر حظاً.. 6 مرشحين لخلافة الحلبوسي في رئاسة البرلمان
Hala Bag : السفير الصيني و قبله السفير الياباني يتطلعون للدخول بقوة الى سوق العراق من خلال الاستثمارات و المشاريع ...
الموضوع :
رئيس هيئة النزاهة يشدد خلال استقباله السفير الصيني على ضرورة توفير البيئة الآمنة للاستثمار
فيسبوك