المقالات

إلى السادة المتظاهرين


علي علي

 

  من منا لايسعى إلى تحقيق العيش الكريم؟ ومن منا لايود أن يقضي حياته بسلام ووئام؟ ومن منا لا يحب تغيير مفردات من حياته اليومية، شرط أن تكون إلى الأحسن طبعا؟ أسئلة لا أظن أحدا يخالفني على الإجابة عنها، ولعل في طرح السؤال وانتقاء الجواب المناسب والصائب والإيجابي تحقيق نصف المسافة في مسيرة الألف ميل.

  في تظاهرات الخامس والعشرين من الشهر الجاري، والتي بات بيننا وبينها سويعات، يتوجس كثير من العراقيين ويرتابون مما سيحدث فيها، أو ما يعقبها من تبعات، وفي الحقيقة أن الحرص على البلاد ومستقبلها هو الدافع إلى هذا القلق. وقطعا لا يمكن القول هنا في هذا الظرف الحرج الذي يمر به العراق "سيري وعين الله ترعاك". نعم، تبارك جل وعلا بإتمام نعمته علينا لكن، علينا صونها على أتم وجه، وحمده على أحسن الوجوه.

  التظاهر المزمع القيام به في موعده المحدد منذ حين، علينا أن نعتمده كخط شروع للوصول إلى أهداف نبيلة لا إلى مفترق طرق، حيث لا ينكر أن كثيرا من التظاهرات السابقة، لم تأتِ أكلها هنيئة مريئة، بل على العكس، فقد اندلقت على الشعب العراقي مصائب ومصاعب أثقلت عليه همومه، وزادت الطين بلة، فانطبق عليه مثلنا الشعبي: "يابو حسين چنت بوحدة صرت باثنين". والعراقيون بعد أن زال عنهم شبح الدكتاتورية، وتعايشوا بفضل التواصل الاجتماعي مع مواطنين من بلدان وشعوب أخرى، تفتحت أذهانهم وأنيرت بصائرهم على طبيعة الحياة التي تليق بهم، وبذا يكون الأولى بهم والأحرى والأكثر جدوى، أن يختاروا طريقهم في تظاهراتهم بعقلانية وحنكة ودراية تامة بما ستؤول إليه، وأن لايجعلوا بوصلة طلباتهم تشير إلى الاتجاه المغاير لطموحاتهم وتطلعاتهم.

  ومن المؤكد أن جهات عديدة تتصيد في عكر المياه، وأولها طبعا أمريكا، فلو افترضنا -لاسمح الله- أن التظاهرات تفاقمت إلى أعمال عنف، وأدار المتظاهرون دفة سفينتهم صوب الأمواج العاتية، ما الذي يحدث حينها؟ لاشك أن الخاسر الأول والأخير هو المواطن المتظاهر نفسه، والرابح الأول والأخير هو أمريكا والمتربصون للعراق ليلتهموا خيراته.

  هو نداء من كل عراقي أصيل موجه إلى السادة المتظاهرين:

- حافظوا على سلمية تظاهركم وكونوا بمستوى المسؤولية، فعوائلكم تنتظر منكم إيجابيات.

- قلب الطاولة ودعوات إسقاط الحكومة والبرلمان ليست لصالحكم، إذ ستُفتح الأبواب حينها على مصاريعها ليمرر أعداؤكم مخططاتهم.

- طالبوا بحقوقكم المشروعة دستوريا، دون المساس بالحقوق والممتلكات المعنوية والمادية العامة والخاصة.

- دعوا الأخيار ممن يشهد لهم تأريخهم المهني والأخلاقي بالسمعة الحسنة أن يمثلوكم، وينطقوا باسمكم ويطالبوا بحقوقكم.

- لا يغركم الغرور بنداءات التصعيد وإثارة النعرات الطائفية والطبقية، حاربوها بسلمية تظاهركم وشرعية مطالبكم.

- اعلموا أن أعداءكم يتحينون الفرص كي يوقعوا بكم من خلال المنشورات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أردتم الانصياع، فانصاعوا إلى نداء وطنكم الذي لم يبخل عليكم بماء دجلة والفرات، وثمرات نخله وشجره من البصرة إلى زاخو، وتذكروا أنه الأم التي ترعاكم وتحتضنكم في جميع أحوالكم، سواء أحلوة كانت أم مرة!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك