أحمد لعيبي
أقتربت منهم...
قدموا لي الشاي الحسيني الذي صبغ روحه حزنآ على الحسين..
كان احدهم يجلس بعيدآ وهو يلتهم سيكارته..
وكان الآخر يفرك راحتيه ويتحسر بمرارة كبيرة...
بينما مجموعة منهم تجمعوا خلف خيمة الموكب وهم يخرجون من جيوبهم بضع آلاف يجمعونها...
سمعتهم يتهامسون(خويه فلوسنه خلصت وغراضنا خلصت وما مسوين غده للزوار زحمه من الحسين )
كانوا يتكلمون بفطرة وعفوية ....
وكان بعضهم يرفع وجهه للسماء وابتلت لحيته بدموعه ...
فيما توجه احدهم صوب الحسين وتمتم بكلمات ومسح وجهه بيديه ..
جلسوا يعدون آلافهم التي جمعوها بينهم ...
هممت بالنهوض واذا بصوت إمراة عجوز ومعها صبي صغير تنادي علي وتلوح بيدها (خاله يوليد انت ابو الموكب..تعال اكلك..تسارعت خطواتي نحو المراة القادمة من اقصى مدينة الدورة من جهة مزارع الخضار وعبرت محجر الحديقة ووصلت للمراة العجوز فلعلها تريد طعامآ لها او للصبي الذي معها...
تبسمت بوجهي ثم فتحت عقدة في شيلتها واخرجت منها خمس ورقات فئة خمس وعشرين الف دينار عراقي ملئت رائحة المسك والعنبر التي انبعثت من النقود فمي فعطر جداتنا عطر ملائكي..
وضعت النقود في يدي ومعها سلة كبيرة من الرشاد والريحان والكرفس ثم قالت لي (خاله وديهن للولد وتعال )
وما ان عدت حتى شاهدت الصبي الذي معها يخترق المزارع وبيده ثور كبير يتصارع معه ليعبره الشارع صوب الموكب ووضعت العجوز حبل الثور بيدي وهي تقول لي (اخذوه واذبحوه هسه وغدوا بيه زواركم..ها بس شرط اتطبخونه كله غده وخلولي بس إمريجه منه بدون لحم)..!
ولا يمكن ان اتصور كيف اقشعر بدني ساعتها..
وكيف بكى خدمة الموكب حد الصراخ...
بينما توجهت صوب الحسين وقلت له..شكرا سيدي..والله تعبناك ابو علي..ساعة تحمينا...وساعة تطعمنا..ونريدك تشفع لنا..
ترة احجي صدك والله ما عدنه غيرك...!!
https://telegram.me/buratha