المقالات

هل شهر صفر شهر النحوسة فعلاً

3141 2019-10-01

حيدر الطائي

 

حل علينا شهرٌ جديد وضيفًا كريمًا وهو شهر صفر الخير.لكن الغريب حقًا والملفت للنظر هو اشتهار هذا الشهر بالنحوسة بين الناس. وهذا الاشتهار غير صحيح بل هو نسيجْ من الأفكار الدخيلة ضمن الموروث الشعبي.

 

نعم التصدقٌ فيهِ حسَنٌ لكنه (أي التصدق) ليس مُختصًا بشهر صفر بل في كل يومٍ من أيام السنة. ولهذا نجدُ العشرات من مراجعنا وعلمائنا الكبار عندما ينتهون من تصنيفِ كتابٍ أو يفرغون من الإجابة على سؤال أنهم يذكرون تأريخ الإنتهاء والفراغ. وعندما يكونٌ في شهر صفر يكتبون عبارة

 (صفر الخير) والظاهر أن سبب وصفهم له بالخير هو دفع ما ارتكز في كثير من الأذهان من أنه شهر النحوسةِ والشؤم

نعم يبقى أمر واحد فقد ذكر نحوسة شهر صفر الشيخ عباس القمي في *مفاتيح الجنان *لكنه قدس سره. لم يذكر السبب أو الدليل. نعم قد ذكر بعضُ الأسباب في كتابه (وقائع الأيام) فقال { أعلمُ أن هذا الشهر عُرِفَ بالشؤم. ربما كان السبب وقوع وفاة رسول الله.ص. في هذا الشهر يوم الأثنين وربما كان الشؤم بسبب وقوع شهر صفر بعد ثلاثة من الأشهر الحرم حيثُ حرّم الله فيها القتال. وقد سُمِح لهم بالقتال في هذا الشهر فكان الناس يتركون بيوتهم ويتأهبون للحرب وهذا مدعاة للشؤم (وقائع الأيام ص185)

 لكن في الجواب هذا مردودٌ في تأسيس الشؤم وإثباته لأنه ذكره على نحوِ الاحتمال الظني الذي لا يُسمنُ ولا يٌغني من جوع. ولأن نفس الاحتمال ضعيف.

أما الاقتران بوفاة النبي (ص) فلا يجعلُ الشهر كله ذا شؤم بل يجعلهُ مقرونًا بالحزن. فشهادة أمير المؤمنين (ع) كانت في شهر رمضان المبارك وكذلك شهادة بقية المعصومين وقعت في أشهر مُختلفة لم يرد فيها أنها أشهرُ شؤم ونحوسة

أما وقوعه بعد الأشهر الحرم فهذه قضية خارجية لا علاقة لها بالشهر نفسه وهو تبعٌ لطبيعة المجتمعات في الأزمنة المختلفة فقد يكون منشأ شؤم لأجل الحرب بالنسبة لبعض العرب في الجاهلية. وقد لا يكونُ كذلك لأقوامٍ آخرينَ من العرب في ذلك الوقت.

يجبُ أن يعلمَ الجميع أن التشاؤم مذمومٌ وغير صحيح اطلاقًا وهو من أخلاق الجاهلية وقد حاربه القرآن الكريم والرسول الأكرم وأئمة أهل البيت عليهم السلام. 

 

وقال تعالى( فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) وهذه الآية المباركة تُعبِّر عن أن التشاؤم والتطيُّر لم يكن عربُ الجاهليةِ يختصون به بل كان سائدًا في أوساط مُجتمعاتٍ سبقتهم.

 وورد عن الرسول الكريم (ص) أنه قال(ليس منا مَن تطيَّر أو تُطيِّر له أو تكهّن أو تُكُهِّن له سحر أو سُحِر له)

 

#النتيجة 👇

 

هذا الظاهرة الموجودة في العرف الشعبي( الشيعي) غير موجودة التراث الشيعي اصلاً. بل هي من الموضوعات التي غُرِست في موروثنا الشعبي. سلام...

___

 

   

            

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك