المقالات

شعب إختاره الرب.. مرة أخرى!


خالد الناهي

 

ما يحدث من مشاكل في هذا الكون منذ نشوءه حتى يومنا هذا، سببه ان بعض الاشخاص او الجماعات، اوالدول وحتى الأمم ترى نفسها افضل من سواها.. لذلك تعتقد انها يجب ان تقدم على الجميع ويخضع لها سائر الكائنات.

 

الشيطان لم يسجد لأدم (عليه وعلى نبينا واله افضل الصلوات) ، و خرج من رحمة الباري, لأعتقاده بأنه افضل من أدم فترسخت تلك الفكرة لديه!

 

قابيل لم يكن ليقتل هابيل، لولا اعتقاده بافضليته على اخيه، فلم يتقبل انه عز وجل تقبل من اخيه ولم يتقبل منه!

 

وهكذا وصولا الى نبينا الاكرم (عليه وأله أفضل الصلوات) فقد كان عذر قريش حينها، أن كيف تنزل الرسالة على رجل فقير، ولم تنزل على سيد من اسياد قريش!

 

ما يحدث الان، ان اليهود يعتبرون انفسهم افضل الشعوب، لذلك ان اردت ان تنعم بالسلام يجب عليك ان تخضع لهم، و الا ..

الولايات المتحدة الامريكة تعاقب هذا، وتفرض الحصار على ذاك، وتحرض على الحرب في دولة ثالثة، فقط من اجل الهيمنه، وبسط النفوذ.

 

الجميع يرى نتائج هذه النظرة المتعالية وما تؤول اليه من نتائج كارثية، فمرة تؤدي للقتل وسفك الدم، و اخرى للخراب، وثالثة الى تفتيت مجتمعات باكملها.

هذا الاسلوب احيانا تستخدمه شعوب كاملة، من خلال اعتقادها بأن تاريخها، وقوتها يتيح لها ان تضع نفسها بخانة اعلى، بل وتعتبر حتى دمها يختلف عن دماء باقي البشر..

مرة يستخدمه شخص او حزب او فئة محددة، وتسوقه للناس ليصدقوه، ويقتنعون به بمرور الزمن باعتباره واقع حال.

هذا ما فعله صدام حسين عند استلام الحكم في العراق، حيث قسم الشعب الى ثلاث فئات شروگي وتكريتي، وكردي، حتى ترسخت هذه الفكرة عند الشعب، فأخذ التكريتي (المقرب من صدام) ينظر بعين إستصغار لباقي فئات الشعب، في حين باقي الشعب، وكما يبدو أنه قبل بالامر الواقع، بل ويبدو دور المظلوم أعجبه فتفاعل مع الدور جدا!

 

على ما يبدو ان بعض السياسين والمتصدين للشأن العراقي، معجبين بسياسة صدام ( فرق تسد) فأخذ يرفع شعارات من الخطورة بمكان, أنها يمكن ان تحطم النسيج المجتمعي العراقي الهش والمتعب أصلا.. من اجل غايات انتخابية، ومصالح انية.

منذ اكثر من سنة رفع في محافظة البصرة وعلى سبيل المثال شعاران، احدهما اخطر من الثاني..

الاول يقول أن "البصرة مثل الجمل تحمل ذهب وتاكل العاقول" ويجب ان يميز الشعب البصري، وان على الشاب البصري ان يأكل بملعقة من ذهب، حتي قتلوا فيهم القناعة، وعملوا لإفقادهم مواطنتهم.

الشعار الثاني "البصرة للبصرين" في محاولة لفصل الشعب البصري وامتداداته عن باقي العراق، وإيهامه بأنه افضل من باقي الشعب العراقي، وانه متفضل على كل العراقيين، لانه منتج للنفط, هذه الشعارات تذكرنا بحجاية " ابن العوجة" ثانية او "شعب الرب" .. وهذه الحالة "الحملة المصطنعة" ان لم تعالج على وجه السرعة وبصورة جذرية، ستكون هناك عواقب وخيمة وكبيرة، ولا يستبعد ان تكون هناك اموال كبيرة تدفع من الخارج، لغرض تفتيت ما تبقى من النسيج العراقي.

يجب أن نحذر من فتنة، اشد خطرا من داعش.. فالحرب ليست دوما بالقوة المباشرة, فهناك حروب خبيثة أشد أذى وأكثر تأثيرا في هزيمة الأمم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك