المقالات

ما يكره الوسط الثقافي العراقي سماعه!

1567 2019-08-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

في الحقبة الصدامية المظلمة، والى حد ما في الحقب التي سبقتها، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في أوائل القن العشرين، وربما الى زمن قبل هذا، كان المنتج الأدبي مفصل على مقاسات العصر وحكامه، وكنا ننتج النموذج الأدبي، لعصر يقوده  ضالعون بخنق الكلمات..

 شعراء وأدباء وكتاب وإعلاميون ، كان نتاجهم مطابق لما يريده الطغاة، كانوا صوتهم بالحقيقة، والذين كتبوا خلاف ذلك، كتبوا ما كتبوه، بعيدا عن يد الحكام وأعينهم الحمراء التي تقدح شررا، فالجواهري مات ودفن خارج العراق، وسحبت منه الجنسية العراقية، مع أنه شاعر العرب الأكبر!

كانت محاور النشاط الإبداعي، أدب وفن وثقافة ومسرح وكتابة، معدة سلفا، وقبل معظم المشتغلين بالحقل الثقافي، بالعمل على هذه المحاور، بل أن أغلبهم قام بتنميتها، حتى تولدت عندنا فنون أدبية، ليس عند غيرنا مثلها، وتفرد في هذا المجال، عدد مهم من هؤلاء، ليتبوأ مقاعد المقدمة في صالة العرض، وبينهم من كان يمتلك أفضل أدوات الإبداع، لكنه وضعها في خدمة الطاغية!

من وجهة النظر الإبداعية، والمهارات الفنية، فإنه سيمضي مثلا وقت طويل، حتى يكون بيننا شاعر بموهبة رعد بندر، وكان يمكن أن يستنسخ المتنبي من جديد، بموهبة عبد الرزاق عبد الواحد النادرة، تلك المواهب التي وضعت مع الأسف، في خدمة عملية إزاحة الحق.

آخرون قبلوا أن يعملوا ككوادر متقدمة، في مراكز التلقين الفكري، وكان واجبهم  الأساس، الوقوف ضد كل من لا ينتمي إلى الفكر" البعثي، إن صح أن يطلق عليه تسمية "فكر".

يحفظ لنا التاريخ؛ أمثلة مازالت مدار حلم كثير من المثقفين، أمثلة لشعراء هجوا حكاما ظالمين، فخروا صرعى هجائهم العنيد، غير أن هذه الأمثلة غابت تماما في عصر صدام، وحل محلها من قرأ شعرا مقبوض الثمن في (حضرة ) القائد، وبعضهم كان يرفع كفيه بالدعاء، لا لينجي العلي القدير، هذا الشعب من غمة صدام، ولكن كان يدعوا لبقاء ولي النعمة، ولم يكن هؤلاء قلة!

لقد صمموا شعرهم وكتاباتهم، وفقا لمنظومة الأدب المرفوعة:"إذا قال صدام قال العراق" شعاراً نافراً يرى على كل جدران الوطن، علِّقت إلى جواره، وفي كل منعطف رسوم القائد، وفي كل مئة خطوة من الشوارع، كان ذلك نتاج التشكيليين العراقيين، سفيها في حقبة الألم.

نستذكر ايضا معرض الحزب، في السابع من نيسان من كل عام ولم يخجلوا! بل شاركهم من كانوا يوصفون بأمهر النحاتين، الذين وظفوا مهاراتهم لإقتناص المال، وكان خيالهم يفوق خيال صدام نفسه، فاستخدم أحدهم قبضة صدام تحمل سيفا، ليمر من تحته الجنود المساقين، الى جبهات القتال في الكويت! حيث قاتلوا ببنادق صدئة، كانت هي البقية الباقية من حرب صدام مع إيران! هذا النصب ما يزال يشوه وجه بغداد، لأن حكامنا لا يجرأون على إزالته، حتى لا يزعل بعض شركائنا السياسيين!

في أم المعارك جال خيال الشعراء، كما صال في قادسية صدام المجيدة، ولم يكن صدام من إبتكر الأسمين لمعركتيه الخاسرتين، بل كانا من إبتكار أدباء العراق..!

كلام قبل السلام: تلك ذكريات يكرهها، بعض من في صدارة المشهد الثقافي والإبداعي الآن!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك