المقالات

المرجعية والحشد وأمريكا وإسرائيل..!


طيب العراقي

 

لاشك ان اسرائيل تدرك تمام الإدراك، أنها عاجزة عن مواجهة الجمهورية الاسلامية، بسبب تقارب القدرات العسكرية، التي باتت تميل لصالح إيران، فضلا عن تفوق ايران؛ بالعنصر البشري والزخم العقائدي، لذلك فإن إسرائيل سعت وتسعى؛ الى مواجهة التفوق الإيراني بطريقين:

 الأول؛ أن إسرائيل إستطاعت بمهارة، تحييد أغلب الدول العربية، بل ووضعت كثير من هذه الدول؛ في جيب البنطلون الخلفي لتسيفي ليفني، الوزيرة الإسرائيلية العاهرة، فضلا عن أنها حولت الصراع العربي الصهيوني، الى صراع عربي إيراني، لإشغال الإيرانيين والعرب على حد سواء، ولإنهاء القضية الفلسطينية؛ بعد أن إستفردت بالفلسطينيين، قتلا وحصارا وتجويعا وإفناءا.

الثاني؛ أنها عملت بشكل حثيث، لدفع امريكا لتقوم بمهمة الدفاع عنها؛ ومهاجمة أعدائها نيابة عنها، وحيث ان التفوق العسكري الامريكي؛ يجعل النتائج مضمونة اكثر، ولكي تستدرج اميركا الى هذا العمل؛ الذي يلاقي معارضة داخلية امريكية، فقد قامت باستهداف معسكرات الحشد الشعبي في العراق! 

قبل أيام قال ترامب الرئيس، أنه ما من رئيس أمريكي خدم إسرائيل مثله!

لقد قدرت الدولة العبرية العنصرية؛ ان هذا الاستهداف سيفضي الى رد فعل عنيف؛ من قبل الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية، وأن رد الفعل الذي يتمنى الصهاينة حدوثه، هو ضرب المصالح الامريكية في العراق؛ او في الدول القريبة منه، وعند ذاك فستكون هناك مبررات قوية لدخول الأمريكان؛ في الحرب بالنيابة عن اسرائيل.

بيان قيادة الحشد الشعبي المجاهد ابو مهدي المهندس، كان مدركا لإبعاد المخطط الصهيوني، ولذلك وضع النقاط على الحروف، مشيرا بشكل واضح الى أنه لا فرق لديه، كائنا من يكون من يستهدف الحشد، وأن الحشد سيرد بالوقت والمكان والكيفية المناسبة. 

الرهان إذاً الان هو على رد فعل الحشد، رهان إسرائيلي قبل أن يكون رهانا عراقيا، لكننا نعرف أن الحشد مؤسسة أمنية عسكرية عراقية، تشكل جزءا رئيسيا وفاعلا؛ من جسم القوات المسلحة العراقية، ورده سيكون منضبطا ومدروسا بالتأكيد، بحيث يفوت الفرصة على العدو، ويوجه له رسالة رادعة في نفس الوقت، أما كيف سيكون الرد وأين وما هو حجمه، فهذا شأن عسكري صرف، لا يمكن توقعه أبدا، لكنه سيحصل بالتأكيد عاجلا أم أجلا.

إلا أن يحين الرد زمانا ومكانا وكيفية؛ فإن مهمة الأمة؛ هي دعم الحشد وباقي القوات المسلحة العراقية، وهذا ما يتوقعه المجاهدين، أما فيما يتعلق بردود الأفعال المتخبطة والمناوئة للحشد، فبقليل من المراجعة لما صدر وسيصدر عن هذه الجهات، سنجد أنها لم تكن يوما مع العراق، أو مع أمنه وسيادته وإستقراره، وسنتوصل الى قناعة تامة، أن مواقف هذه الفئات المنعزلة عن الشعب، تنسجم تمام الإنسجام مع الأهداف الصهيونية.

إن شعبا صابرا محتسبا قويا عنيدا كشعب العراق، لا يتوقع منه أن يخذل حشده المقدس، وقواته المسلحة، وسيبقى ماثلا أمام الأعين وبقوة؛ منظر قوافل الدعم اللوجستي الشعبي، أثناء معارك تحرير العراق من الدواعش الأشرار، وسيتكرر هذا المشهد المشرف، كلما تعرض الوطن الى محنة.

الحشد حشد المرجعية الدينية، ولن يخالف الحشد وبكل مسمياته وقواه، توجيهات مرجعيته المباركة قيد أنملة، وعيون مقاتليه ترنوا دوما صوب القباب الذهبية، وما يصدر عن جميع مراجع التقليد محترم لدى الحشد، وفتوى آية الله السيد الحائري لا تخرج عن الإطار العام للتفكير المرجعي، إذ لا يعرف تأريخ المرجعية منذ الغيبة الكبرى قبل قرابة أثني عشر قرنا، أن أفتت ولو لمرة واحدة؛ بالخنوع والإستسلام لأعداء الإسلام، وكفى بنا بفتوى الجهاد الكفائي للإمام السيستاني، دامت بركاته، تلك الفتوى التي غيرت وجه التاريخ، وحفظت العراق وسيادته وأهله وكرامته، ولا نتوقع من صاحب الفتوى العظيمة، إلا أن يأمر بما يحفظ أبناءه المقاتلين، ويعزهم ويأخذ بهم الى مثابات الإنتصار العالية.

أما المرجفون، فسينقلبون على أعقابهم خاسئين، ومن ينقلب على عقبيه، لن يضر الله شيئا..!

ـــــــــــــــــــــ

شكرا 25/8/2019

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك