المقالات

إخوة يوسف ..نظرة براغماتية..!


د.جاسم الشحماني

 

لو استعرضنا اليوم الوضع في الشرق الاوسط والعالم نرى ان النزاعات والحروب هي عنوان هذه المرحلة الانتقالية التي تؤذن بافول امبراطورية الشر الامريكية التي عاثت في الارض فسادا وتحاول جاهدة في الحفاظ على مواقعها المتراجعة باضطراد وبذلك فهي تنشر شرورها ونيرانها في كل مكان والعالم اصبح مضطربا خائفا يترقب الغرج.

العراق اليوم هو الدولة الوحيدة التي صفرت اعدائها فليس لها عدو الان الا الكيان الصهيوني وهو بعيد عنها. ولكن لننظر الى الدول من حولنا فكلها في حالة حرب. ايران في حرب مع اسرائيل ودول الخليج الاعرابية الغبية، وسوريا في حالة حرب وتركيا في حرب في ليبيا وسوريا وفي مناطق الغاز في البحر الابيض المتوسط ومع اليونان وقبرص وامريكا واوربا. دول الخليج في حرب مع بعضها البعض ومع ايران ومع اليمن باستثناء الكويت وعمان والسعودية افي حرب مع اليمن وقطر وايران وتركيا ولبنان في حرب مواجهة متوقعة مع الكيان الصهيوني في اي مرحلة. البلد المستقر الوحيد هو العراق.

هذه نعمة ما بعدها نعمة وفرصة مابعدها فرصة لنهوض العراق لو استغلتها الحكومة العراقية والقوى السياسية اذا تجاوزت الخلافات وفكرت ابعد من انوفها ومصالحها الضيقة فستكون الفرصة الذهبية لبناء العراق ونهوضه كعملاق اقتصادي في العشر سنوات المقبلة ولن يكون معتمدا على النفط الا بنسبة لاتشكل خطورة على امنه الاقتصادي والمالي اذا ما انتكست اسعار النفط.

الوضع الذي وضحناه جعل رؤوس الاموال خائفة وتبحث لها عن ملاذ امن لتستثمر فيه وانتم ترونها تغادر السعودية والخليج وإيران ولبنان وشمال افريقيا وحتى الكيان الصهيوني فما المانع ان نوفر لها اجواء امنة وظروف استثمار مستقرة من خلال تهيئة بنى تحتية متطورة من كهرباء وماء ومواصلات واتصالات متطورة وقوانين استثمار تناسب العراق  وتناسب الشركات لتتطلع الى القدوم الى العراق لتستثمر اموالها وتنقل خبراتها وتقنياتها وتكنولوجياتها الى العراق لتخلق فرص عمل لملايين الشباب العاطلين ويصبح العراق جابي ضرائب ويحصل على اكثر المنتجات المتطورة تكنولوجيا بسعر تفاضلي ويصبح مركز تجاري وصناعي متطور في الشرق الاوسط خلال فترة قصيرة.

واقول للفاسدين اصلحوا حالكم واستثمروا الاموال التي سرقتموها في البنى التحتية في العراق بدل ان تصادرها امريكا ودوال الغرب بجرة قلم لتكونوا من اساطين المرحلة القادمة في العراق فليس مكان امن لكم سوى العراق. وان تحاربوا انتم الفساد الذي تعرفون طرقه جيدا لأنكم جزء منه لتصبح بيئة العراق صالحة للاستثمار الذي يمنعه الفساد.

وكونوا كإخوة يوسف وكونوا قوما صالحين لمصلحتكم ومصلحة البلد.

ان موقع العراق يؤهله ليكون مركز الشرق الاوسط وخصوصا كونه اقصر طريق بين الشرق والغرب والاستثمار فيه يقلل كلف النقل واسواق تصريف الانتاج تحيط به من كل جانب .

يمكن ان تعلن البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق  والنجف العاصمة الدينية للعراق وبغداد مركز تجارة عالمي..

لتضع كل القوى اياديها بيد بعضها البعض ولتنظر الى غد مشرق بعيدا عن النزاعات السخيفة الحزبية والطائفية والعرقية الضيقة التي لن تغني احد ولن تجلب الا الحروب المدمرة.

لنسرع في توظيف الاموال لاعداد البصرة لهذا الدور ونتم مينائها الكبير ولتوظف العتبات امكاناتها لتطوير النجف وكربلاء لتطور بناها التحتية الفندقية والزراعية والصناعية التي تكفي زوارها مهما بلغ عددهم.

ولتسرع كل وزارة ضمن اختصاصها بالاسراع بتنفيذ مشاريع تطوير الطرق والجسور والسكك الحديد والمطارات والبرلمان  ليشمر عن ذراعيه لسن القوانين التي تفعل الاستثمار وان كانوا لايعرفون فليراجعوا قوانين البلدان التي خاضت نجربة ناجحة في هذا المجال خصوصا ونحن لدينا الان برلمان  احسن من سابقيه وفيه الكثير من الوطنيين والمثقفين.

العراق امامه فرصة ذهبية لن تتكرر في جذب رؤوس الاموال الخائفة والهاربة من مناطق التوتر في العالم وتبحث عن مكان امن لتضع فيه استثماراتها وكلها تتطلع للعراق شرط توفر البنى التحتية التي تشجعها.

لنستغل هذه الفرصة وانا اتوجه بخطابي لكل القوى وخصوصا الفاسدة والتي تضيق عليها واشنطن الحبل لمحاسبتها على اموال الفساد التي خبؤوها في بنو ك الغرب اعيدوها للعراق واستثمروها وكونوا قوما صالحين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك