المقالات

الإعلام السياسي وقصة كشف العورات..!

1573 2019-07-29

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ما زلنا في قصة الإصلاح ، التي تناولنا جانبا منها في عمود أمس، حيث طرحنا فكرة مؤتمر وطني للإصلاح، اليوم سنتناول أحد جوانب الإصلاح المنشود، وهو إصلاح إعلامنا السياسي الديمقراطي جدا..!

الإعلام بالحقيقة هو لب النشاط السياسي، وليس من المعقول ممارسة العمل السياسي بدون إعلام، وهو يعكس أهداف السياسة ويلبسها قمصان المقبولية، ومن بينها قميص عثمان، حيث يخبئه الإعلام السياسي في درج من أدراجه، يمكن فتحه بسهولة ويسر، ويرفعه متى إحتاج أن يرفعه في وجه الخصوم السياسيين!

عادة ما تنتج الاحداث والازمات السياسية؛ حراكا مجتمعيا تستولد منه بيئة سياسية، فاعلة ومؤثرة على ممارسة وسلوك الافراد والجماعات، يساعدهم هذا الحراك على تخليق رأي سياسي؛ يفضي الى التفاعل مع الاحداث والازمات سلبا أو إيجابا، ويحصل ذلك نتيجة التغذية الإعلامية المستدامة؛ تلقيا "أو" متابعة من قبلهم.

معظم التغذية الإعلامية؛ لا يذهب اليها الأفراد ولا يبحثون عنها، فهي تأتيهم حيث هم، تقتحم خصوصياتهم؛ من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وتلك هي مهمة الإعلام أو لنقل لعبته.

الإعلام النظيف لا يوارب، ولا يتحدث نصف الكلام، يسمي الأشياء بأسمائها، الأسود أسود، والأبيض أبيض، وما بينهما ليس أبيضا وليس أسودا، هو درجات محددة أيضا من الرمادي، كلما يتجه نحو البياض والنصوع يشع..كلما يتوجه نحو السواد والحلكة يدْلَهِم..

في معظم الأحيان؛ تنطوي لعبة الإعلام على وسائل ليست نبيلة، بل يمكننا وبلا تحفظ أن نسميها قذرة!، ومسألة ملفات الفساد؛ والأتهامات المتبادلة بين السياسيين العراقيين، تدخل في إطار الوسائل القذرة.

هذا يقول أن لديه ملفات فساد على السياسي الفلاني؛ وسيشهرها في الوقت المناسب، وذاك يقول مثل الذي قاله رسيله ويزيد عليه؛ أن لديه ما يعزز إتهاماته بالصوت والصورة..! وكلا طرفي الصراع عاهر إعلامي؛ ليس أقل من ذلك بل أكثر، وهذا الأكثر لم نستطع التوصل الى إكتشاف أسمه بعد؛ مع شديد الأسف..!

في موضوع التسقيط السياسي؛ وتبادل الأتهامات بين الساسة الى مستوى كشف العورات، بحيث بدت الصورة وأن معظمهم يقعون ضمن دائرة الشكوك ، فإن الذي نريد قوله وهو أمر بحاجة الى أن يفهمه جميع الساسة العراقيين، سيما أولئك الممسكين بتلابيب المسؤولية بأظافرهم وأسنانهم، هو أن التوفيق قد غادرهم لسوء ما أنتجت أيديهم، ومن يغادره التوفيق فليتلق سوء العاقبة..

العهر في الإعلام السياسي فلسفة وليس سفططة، هو فن له اصوله ومدرسته، ورجاله وأساتذته وتلاميذه، في الحالة العراقية لم يتبق في مقاعد الدراسة إلا قليل جدا من التلاميذ، فمعظم المنتمين الى هذه المدرسة؛ باتوا أساتذة يحملون شهادات "دكتوراه فلسفة" بالعهر السياسي؛ وبدرجة الإمتياز مع ما يترتب على هذه الدرجة من حقوق، ومن بينها: التوصية بطبع الرسالة على نفقة الدولة...!

الإعلام السياسي عند غيرنا؛ يرفع حالى الوعي السياسي للافراد والجماعات، في حالتنا يهدف الى الهيمنة على عقولنا وسلوكنا..!

كلام قبل السلام: قد لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، لكن ربما كان مفيدا لنا أن نعرف على الأقل أين نقف الآن..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك