المقالات

الإحتلال الذكي: قانون منع زعزعة استقرار العراق الاميركي

2156 2019-07-27

ماجد الشويلي

 

تسعى اميركا لان تدرك برفق القوانين مالم تدركه بشدة الاحتلال .

فبعد ان جاءت معبأة باحلام المحافظين الجدد تدفع بهم ترهات سفر الرؤيا ليوحنا اللاهوتي لتدشين الالفية الجديدة لمجئ عيسى ع والانطلاق بتحقيق اهدافها من العراق لامركة العالم الاسلامي بذريعة نشر الديمقراطية والفكر الليبرالي التحرري فيه ،اصطدمت بعقبات عدة كان اهمها المرجعية الدينية التي فاجأتهم باصرارها على ان يتولى العراقيون كتابة دستورهم بانفسهم وان يختاروا نظامهم السياسي الذي يرغبون فيه .رافضة بذلك ما كانت الولايات المتحدة قد اعدته سلفا من دستور مقولب يثلث العراق على اساس اثني وعرقي وطائفي بمضامين لاتنسجم مع هوية شعبه وثقافته واعرافه .

ولايعني هذا عصموية الدستور الحالي وخلوه من الثغرات . لكنه يمثل تحديا كبيرا بل واخفاقا واضحاً للسياسة الاميركية في العراق وستراتيجيتها في المنطقة.

العقبة الاخرى والمهمة ايضا  هي اندلاع المقاومة الاسلامية الشعبية المدعومة من الجمهورية الاسلامية في ايران والتي شكلت صعقة لم تستفق من اميركا الا بعد ان وجدت نفسها مضطرة لان تجر اذيال الخيبة وتخرج بعدتها وعديدها  ذليلة مهزومة من ارض العراق نهاية عام 2011 بعد ان كانت تظن وتمني نفسها بتقبل الشيعة_ على الاقل _لهذا الاحتلال وتحولهم حاضنة له لشدة مارأوا من بطش صدام وزبانيته.

 فاسقط مافي ايدي امريكا من خيارات القوة الخشنة وراحت تبحث عن سبل  جديدة لتحقيق مآربها  تارة بما اسمته #القوة الناعمة واخرى بالحرب الناعمة} واحيانا بدمجمهما معا تحت مسمى (الحروب الذكية ) وصناعة التوحش والحرب بالنيابة والتي هي جزء منها !!

لكنها اخفقت ايضا ولاحظت كيف ان العقبتين المتمثلتين بالمرجعية والارادة الشعبية معززة بدعم ايران اندمجتا معا وتمخض اندماجهما عن ولادة الحشد الشعبي وهو القوة الذكية لمحور الممانعة في العراق في قبالة ماصنعوه هم واسموه (بالحروب الذكية) وهي حصيلة دمج الحرب الخشنة بالناعمة .

هذا الاخفاق بل الفشل الذريع قادهم للبحث عن سبل جديدة لتعويض ماخسروه في العراق والانتقام من القوى الاسلامية والوطنية الشريفة التي افشلت مشروعهم فيه .

وماقانون {منع زعزعة استقرار العراق } الذي شرعته امريكا الا مشروع لزعزعة امن ايران وتصفية حساباتها مع المقاومة التي عجزت عن مجاراتها في الميدان والضغط على الحكومة والدفع بها لزاوية ضيقة من الحرج تجبرها على تغيير موقفها من ايران لصالح اميركا في الحرب الباردة الجارية بينهما.

إن هذا القانون ستكون له من التداعيات الخطيرة على العراق بمالا يقل عما سببه الاحتلال العسكري له . وهو في جوهره ناظر الى العراق بوصفه محمية اميركية لايملك من امره شيئا وهو مضر بالحكومة العراقية اكثر من اضراره بفصائل المقاومة وايران .

وماهو الا شكل جديد من اشكال الهيمنة والاحتلال بوسائل منمقة حديثة ،

إن مسؤولية جميع الاحرار في هذا البلد على مختلف انتماءاتهم وخلفياتهم العقائدية والعرقية ان يقفوا بوجه هذا القانون امام المحافل الدولية وابطاله لتخليص العراق من كارثة حقيقية ،وهذا هو يوم المقاومة الدبلماسية والقانونية لانقاذ العراق كما خلصته المقاومة المسلحة من الاحتلال العسكري سابقا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك