المقالات

سلاح المقاومة مقدمة ضرورية لبناء الدولة

1419 2019-07-25

ماجد الشويلي

 

(( وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً))

102النساء

عند استقصائنا وتتبعنا لتلك الاصوات التي تنادي بنزع سلاح المقاومة وحصرها بيد الدولة (الحكومة) وجدنا انها تصدر اكثر ماتصدر من اولئك الذي كانوا يهددون امن الدولة واستقرارها باعلامهم التحريضي واثارتهم للنعرات الطائفية التي انتهت بتمهيد السبل لدخول داعش وسيطرته على عدد من محافظات العراق بالامس القريب .

صحيح ان هناك مطالبات محقة بضرورة حصر السلاح بيد الدولة كما يعبرون الا انها مبنية على تصورات وتقديرات خاطئة لم تلحظ تعقيدات المرحلة الراهنة وملابسات الوضع الاقليمي والدولي الضاغط على العراق .

كان يمكن ان تكون هذه الدعوات صحيحة وفي محلها لوانها لم تصدر من الذين كانوا ولايزالون يتحينون الفرص للانقضاض على الدولة واسقاطها .

نعم يمكن ان تكون هذه الدعوة مناسبة لو ان الحكومة مستقرة وغير مهددة بالانهيار في اية لحظة .

كيف يمكن  التفكير بنزع سلاح المقاومة وسط تداعيات الوضع الاقليمي المضطرب  واحتمالية اندلاع حرب كبرى في المنطقة والعالم . وهل يمكن لاحد الجزم بالاعتماد قدرات القوات المسلحة الحكومية وحدها لردع العدو وصد اي اعتداء محتمل .

إننا في محيط يشهد تسابقا محموما في التسلح وبناء القدرات العسكرية ووفقا لاحصائيات عام 2017 فقد بلغ مجموع الانفاق العالمي على شراء السلاح 1.739 ترليون دولار انفقت السعودية وحدها هذه الدولة الاكثر تهديدا لامن العراق واستقراره بعد اميركا واسرائيل ماقيمته 69.4 مليار دولار بين عامي 2017_2019

فهل نملك قدرة عسكرية تضاهي هذه الدول ويمكن الاعتماد عليها لضمان امن الدولة ؟!

ام اننا قد جربنا مؤخرا كيف انهارت القوات المسلحة امام هجمات الارهابيين وكاد ان يكون العراق نسيا منسيا لولا تلك الروح الجهادية التي تحملها فصائل المقاومة والحشد .

إن المطالبة بنزع سلاح المقاومة بحجة صيانة الدولة وتعزيز قدراتها لاتعدو اما انها تبيت مكيدة للدولة او انها تجهل طبيعة المخاطر المحدقة بها ؛وان سلاح المقاومة هو الضمانة الحقيقية لبقاء الدولة وتماسكها كما اثبتت التجارب الميدانية ذلك.

إن كل خروقات قد تحصل بسبب عدم حصر السلاح بيد الدولة (الحكومة)تتضائل وتتلاشى قبالة مايتعرض له العراق من تهديدات داخلية وخارجية ،

وهذا لايعنني اننا نشجع على هذه الخروقات ،وبحسب علمي  فان هناك جهود حقيقية تبذلها قيادات فصائل المقاومة تعمل على انهاء تلك الظواهر المرفوضة بشكل كامل.

فالعراق مهدد بالتقسيم ومحاولات الانفصال الكوردي المدعومة من اسرائيل  قائمة لهذه اللحظة وزيادة عديد القوات الاميركية المسلحة بالمنطقة في وتيرة متصاعدة ،والمؤتمرات البعثية التآمرية المنادية بعودة حزب البعث والمدعومة غربيا وخليجيا مستمرة .

فكيف يستقيم عقلا ان تعمد الدولة للتخلي عن اهم عناصر القوة لديها لالشئ الا استرضاء لدول كانت ولازالت هي مصدر التهديد الاول للدولة والشعب ؟!

إن سلاح المقاومة هو مقدمة ضرورية لبناء الدولة ،الدولة الحقيقية والعصية على مآمرات الاعداء ودسائسهم وقد اثبتت التجارب في العراق والمنطقة  بل والعالم ان المقاومة في لبنان هي التي حمت الدولة وحافظت عليها وهكذا بالنسبة لليمن وسوريا وكذلك في البوسنة وفيتنام وكوبا وغيرها .

ولو سلمنا جدلا بان نزع سلاح المقاومة في الظرف الراهن سيسهم بتعزيز قوة الدولة وقدرتها فاننا نستطيع الجزم ان هذه الدولة لن تكون بالنحو الذي كان يطمح الشهداء ان يرونها فيه .

فستكون دولة مهزوزة اشبه ماتكون (باسد نزعت مخالبه)

ولعل البعض يغفل عن ان تهديد الفساد الضارب في تخوم الدولة العراقية اشد فتكا من بعض الخروقات المنسوبة لسلاح المقاومة وعلى اقل التقادير فلا احد ينكر ان سلاح المقاومة له بعد ايجابي لكن الفساد كله سلبي بكل ابعاده

فايهما احق بالنزع الفساد ام سلاح المقاومة ؟!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك